أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أنه "يبدو أن ​تنظيم القاعدة​ ينشئ شبكات دعم بشكل مطرد لتعزيز قدرته في لبنان، حيث تتنامى المخاوف من تدفق أعداد جديدة من المتشددين من المنطقة الحدودية السورية لتعزيز صفوف الجماعات الارهبية ونشر حالة من عدم الاستقرار"، لافتة إلى أن "السلطات اللبنانية تؤكد أنه بالرغم من اعتقال عدد كبير من المشتبه بهم بسبب صلتهم بجماعات تابعة لتنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة، إلا انها تحارب بلا هوادة مقاتلين قد يزيد الهجوم عليهم من حدة التوترات الطائفية".

وأضافت أنه "وفقاً للمسؤولين اللبنانيين، دفعت هزيمة يبرود، مقاتلي المعارضة السورية الى اللجوء الى بلدة عرسال الحدودية اللبنانية، والقيام فوراً بتفجير انتحاري انتقامي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في بلدة شيعية".

ولفتت إلى أن "تدفق المقاتلين يشكل أهم مثال لتجاوز الحرب السورية الحدود اللبنانية"، مشيرة إلى انه "وفقاً للمحللين السياسيين، يوجد عدد كبير من مقاتلي الجناح السوري ل​جبهة النصرة​ في المنطقة الحدودية الجبلية في سوريا، واستمرار جهود الحكومة السورية للضغط عليهم قد يدفع الكثير منهم إلى اللجوء الى لبنان، مما قد يؤدي الى التدهور الامني وتفاقم عدم الاستقرار بسبب تعزيز القدرة التشغيلية للجناح اللبناني لجبهة النصرة، الذي حاز على موطىء قدم".

وأشارت الصحيفة إلى أن "سيطرة الفرع اللبناني لجبهة النصرة تعتبر محدودة، لكن تتمتع هذه المجموعة بالقدرة على تنفيذ الهجمات".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن ضابط كبير في الجيش اللبناني، رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، قوله أن "الجماعات الإرهابية الأخرى، ولا سيما ​كتائب عبدالله عزام​، التابعة لتنظيم القاعدة، تشكل التهديد الاكثر الحاحاً، فقد أكدت هذه المجموعة مسؤوليتها عن التفجيرات الانتحارية المزدوجة في المركز الثقافي الإيراني في بيروت وسفارة إيران، ويبدو أن كتائب عبدالله عزام وجبهة النصرة يعملان جنباً الى جنب يوصدران أحياناً بيانات مشتركة".

وأكد الضابط اللبناني أن "الجيش فكك قسماً واحداً من كتائب عزام، المتجذرة في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لكنه لم يعتقل أيا من أفراد الخلية الثانية، التي يرأسها سراج الدين زريقات، الزعيم الديني للمجموعة".

وأضافت الصحيفة أنه "في حين تُعتبر صفوف جبهة النصرة وكتائب عزام صغيرة، لكنها تعتمد على مجموعة كبيرة من السنة في لبنان".

ونقلت عن محللين قولهم أنه "مع الفراغ في القيادة السياسية السنية الرئيسية في لبنان، يتجه الشباب في المناطق السنية مثل ميناء مدينة طرابلس الشمالية الى دعم الجماعات المتطرفة".

ترجمة "النشرة"