أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى انه "في الذكرى الـ35 لتوقيع إتفاقية ​كامب ديفيد​ بين مصر وإسرائيل برعاية أميركية، نتأمل المشهد العربي المأساوي الراهن لنجد آثار ما تركته تلك الاتفاقية من تداعيات كارثية على مجمل الساحة العربية عموماً وعلى القضية الفلسطينية خصوصاً"، لافتةً إلى ان "خروج مصر من الصراع العربي – الإسرائيلي والتخلي عن دورها المركزي، ألقى بظلال سلبية على مجمل العمل العربي المشترك، وتركه رهينة الصراعات الإقليمية والدولية، لأنه كان يمثل الثقل الموازن القادر على ملء أي فراغ، والتصدي لأي تهديد، إضافة إلى أنه كان العامل الموحد القادر على الجمع، بدل أن يتحول إلى عامل طرح وقسمة".

وفي إفتتاحية الصحيفة، أضافت ان "خروج مصر من معادلة الصراع بكل ثقلها ووزنها، أدى إلى فقدان المناعة القومية، وطغيان كل النوازع القطرية الضيقة، ومعها الطائفية والمذهبية، وأخطرها الأفكار الارهابية التكفيرية التي تحولت إلى ألغام متفجرة في الوطن العربي تهدد وجود دوله ومجتمعاته"، قائلةً: "كل ذلك وفر لإسرائيل فرصة ذهبية كي تستفرد بالقضية الفلسطينية وتحاصرها، وتطلق العنان لنهجها العدواني العنصري في التوسع والتهويد، وتمارس العدوان على الدول العربية بعدما وجد أنه لم يعد مقيداً بحسابات الردع المصري، لأن إتفاقية كامب ديفيد حررتها من كل قيد، وأخرجت القضية الفلسطينية من حضنها العربي الطبيعي، ونزعت عنها المرجعيات الدولية ووضعتها في يد الراعي الأميركي "النزيه" الحليف الطبيعي لإسرائيل".

كما أشارت الصحيفة إلى ان "إتفاقية كامب ديفيد فتحت أبواب إفريقيا وآسيا أمام إسرائيل، بعد أن ظلت مغلقة في وجهها وتحولت بعض الدول التي أعادت علاقاتها معه إلى مواقع تهديد للأمن القومي العربي، وخصوصاً أمن مصر"، لافتةً إلى ان "الإتفاقية فرضت أيضاً قيوداً على سيادة مصر على أراضيها في سيناء، وعدم قدرتها على بسط سلطتها بما يمكن من وسائل أمنية وعسكرية في حال تعرض سيناء للخطر، وما نراه الآن من تداعيات تنامي الإرهاب هناك هو من جراء هذه القيود"، قائلةً: "تحاول الثورة المصرية التي أطاحت نظام الإخوان يوم 30 حزيران الماضي، إخراج مصر من الارتهان للخارج إستعادة دورها القومي الطبيعي، وإعادة تشكيل حالة من التضامن العربي لمواجهة مخاطر المرحلة، والتقليل من مخاطر الكوارث التي تسببها كامب ديفيد".