أشارت صحيفة "الجزيرة" السعودية إلى ان "روسيا تشهد هذه الأيام واحدة من أكثر جرائم العصر إبادة وقتلاً للمدنيين، إذ تتعرض محافظة حمص إلى حملة قتل مركبة تقوم بها عناصر مشتركة من قوات الرئيس السوري بشار الأسد معززة بعناصر قتالية من حزب الله وقوات خاصة من الحرس الثوري الإيراني وعناصر استقدمت من اللاذقية ومدن الساحل، وتتعرض محافظة حمص وبالذات إلى حملة إبادة وقتل ممنهج للمدنيين بإستعمال كل الأسلحة المعروفة والمستحدثة التي استحدثها النظام السوري ومنها البراميل المتفجرة، وراجمات الصواريخ، إضافة إلى مدفعية الدبابات ومدافع الميدان".

وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت ان "إستعمال كل هذه الأسلحة وشن عملية عسكرية مركزة على الأحياء القديمة لحمص يهدف إلى إخراج قرابة الألف مقاتل من الجيش السوري الحر ليتمركزوا في الأحياء القديمة من حمص والذين صمدوا طوال الفترة الماضية رغم زج قوات الأسد لعشرات الآلاف من المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين"، معتبراً ان "النظام السوري يسعى إلى السيطرة على حمص لتحقيق هدفه في إقامة دويلة العلويين على مناطق الساحل السوري، وتعزيزها بكتف إستراتيجي يتمثل في محافظة حمص وريفها لضمان التواصل مع العاصمة دمشق والمناطق اللبنانية التي ينطلق منها حلفاء النظام وبالذات مقاتلو مليشيات حزب الله".

كما أشارت الصحيفة إلى ان "تمادي قوات نظام الأسد في استعمال القوة العسكرية المفرطة والخروج على كل قواعد وأخلاقيات القتال، باستعمال أدوات إبادة وقتل للمدنيين وتدمير مدينة تاريخية وقتل أهلها من أجل إجبار ألف مقاتل على مغادرتها يظهر أن الأسد وحلفاءه الإقليميين والدوليين أصبحوا متأكدين بعدم قدرتهم على مواجهة زخم الثورة السورية التي يسيطر رجالها على ثلاثة أرباع سوريا، ولهذا فإن تركيز نظام الأسد وحلفائه هو إقامة كيان يسمح لهم بالبقاء، يمتد من دمشق إلى حمص فاللاذقية بامتداد الساحل السوري، وتظل هذه المساحة تحت سيطرة النظام وتحت مسمى "الجمهورية العربية السورية" وترك الثلاثة الأرباع من الأرض السورية المحررة تحت سيطرة الثوار، حيث يجري تحرك لتوحيد جهودهم لإقامة نظام متعدد بديل لنظام الأسد، قد يأخذ وقتاً بعد أن خلطت داعش والنصرة الأوراق، ولهذا فإن الأسد وحلفاءه يؤسسون لـ"دويلة" ستكون موازية لسورية الحرة التي يعمل الثوار على إقامتها"، قائلةً: "من هنا يظهر أبعاد ومعنى حرب الإبادة التي ينفذها نظام الأسد ضد أهالي حمص، وكذلك معنى وقيمة صمود الثوار في هذه المحافظة التي تُستهدف بالموت والإبادة في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي".