من جديد، عادت ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية عن الشبكات العامة في مناطق الجنوب إلى أفق الضوء، وهي التي تؤدّي إلى قطع التيار الكهربائي عن المناطق الجنوبية. وعلى الرغم من توقيف القوى الأمنية للعديد من السارقين في فترات سابقة، إلا أنّ هذه الظاهرة المخيفة والمقنعة مستمرّة على ما يبدو.

وفي جديد هذه الظاهرة سرقة خطوط كهربائية من النحاس الاحمر عن خط ميفدون الزوطرين الغربية والشرقية قبل أيام ما أدّى لحرمان البلدات الثلاثة من التيار الكهربائي ليومين ريثما تمّ إصلاح الأعطال، علمًا أنّ مؤسسة ​كهرباء لبنان​ أعلنت في بيان أنّ كمية الأسلاك النحاسية المسروقة منذ شهر نيسان 2012 وحتى تاريخه بلغت حوالى 62293 كلغ، بينهما 40430 كلغ في الجنوب وحده و8965 في البقاع و6170 في الشمال و6728 في جبل لبنان، مؤكدة أنها تتابع هذا الموضوع مع المراجع الأمنية والقضائية المختصة من خلال إقامة دعاوى قضائية ضد المرتكبين لملاحقتهم واتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة في حقهم، وبالتالي الحؤول دون تكرار ارتكابات مماثلة.

السرقات تحصل بحرفية وإتقان

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر بلدية جنوبية لـ"النشرة" أنّ هذه الظاهرة مستمرّة بشكل مخيفة، لافتة إلى أنّ السرقات التي تُسجَّل على هذا الصعيد تتمّ بحرفية وإتقان وهي تحصل في معظمها عند منتصف الليل أو ساعات الفجر الأولى، مشيرة إلى أنّ مجهولين أقدموا مثلاً منذ اسبوع على سرقة 1600 متر من الاسلاك الكهربائية عن الشبكة العامة في محلة القليع في بنت جبيل الجنوبية.

ولفتت المصادر إلى أنه سبق ذلك عدة سرقات لكابلات الكهرباء بطول 300 متر بين بليدا وميس الجبل وبين دير انطار ودير كيفا، فضلا عن سلسلة سرقات عشوائية لخطوط التوتر الكهربائي في بلدات ديرسريان وعلمان والطيري والخردلي ووادي الليمون قدرت بحوالي 15 طنا من النحاس الاحمر الذي يعمد السارقون لتذويبه وبيع الكيلو الواحد بسعرما بين 15 و 30 دولارا بعيدا عن اعين القوى الامنية التي تنسق فيما بينها لقمع هذه الظاهرة التي استفحلت مؤخرا.

بالجرم المشهود!

وأكدت المصادر نفسها أنّ قوى الأمن الداخلي تمكنت منذ ثلاثة أشهر من توقيف عصابة مؤلفة من ثلاثة اشخاص فلسطينيين بالجرم المشهود وهم يقومون، بواسطة مقصات حديدية متطورة، بسرقة خطوط التوتر الكهربائي عن عدد من الاعمدة الكهربائية على طريق تل النحاس –الخردلي، وقد اعترفوا أنهم بيعون النحاس المسروق الى محلات بيع الخردة لاعادة تصنيعه.

وفيما أشارت المصادر إلى أنّ أيّ بلدة جنوبية لم تسلم من سرقة اسلاكها الكهربائية ما يعني أنها تجارة رابحة لدى السارقين الذين احترفوها بواسطة مناشير حديدية لبيع الاسلاك من كل الالوان باسعار عالية، شدّدت على أنّ الخطة الأمنية المتخذة كفيلة بقمع هذه السرقات وتوقيف مرتكبيها واحالتهم على القضاء المختص.

شكاوى ومناشدات..

وفي حديث لـ"النشرة"، أكد رئيس جمعية تجار محافظة النبطية وسيم بدر الدين التعويل على القوى الأمنية لتوسيع تدابيرها الأمنية وفتح تحقيق لمعرفة السارقين الذين على ما يبدو ينسقون في اعمال السرقة للكابلات الكهربائية بين المناطق الجنوبية، وجدّد مطالبة القوى الأمنية بالضرب بيد من حديد لكلّ من تسول له نفسه الاعتداء على الأملاك العامة أو تعريض حياة الناس للأذى والعبث.

أما رئيس بلدية زبدين محمد قبيسي، فتحدّث لـ"النشرة" عن شكاوى تلقتها البلدية من مواطنين وتجار على طريق عام زبدين – النبطية – حاروف يفيدون عن سرقات للأسلاك الكهربائية، مؤكدا أنّ هذا الامر يقتضي السهر على املاك الدولة والناس وهذه مسؤولية القوى الامنية التي عليها انزال العقاب بالمرتكبين والسارقين لان املاك الدولة والناس ليست رزقا مباحا لايادي العابثين والسارقين.

من جهته، أعلن رئيس بلدية زوطر الغربية حسن عز الدين عن تعرض كابل الكهرباء الذي يربط ميفدون بالزوطرين الغربية والشرقية للسرقة لأربع مرات خلال شهر واحد مما ادى لقطع التيار عن البلدات الثلاث، مطالباً القوى الامنية بكشف السارقين وانزال العقاب الرادع بهم كي يكونوا عبرة لغيرهم.

وفي السياق عينه، أفاد رئيس بلدية كوثرية السياد علي موسى عن تعرض شبكة التوتر في البلدة للمرة الثانية لسرقة الاسلاك الكهربائية عنها ومن المنطقة ذاتها، لافتاً إلى أنّ أكثر من 500 متر تم قطعها وسرقتها من على خطوط التوتر العالي بين الكوثرية وتفاحتا مما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن البلدة لعدة ايام، مناشدًا القوى الامنية والمعنيين في وزارة الطاقة مضاعفة الجهود لكشف السارقين وإحالتهم إلى القضاء المختص حتى لا تتكرر افعالهم.