نقلت صحيفة "النهار" عن الأباتي ​بولس نعمان​، وصفه محنة المسيحيين والموارنة في لبنان بأنها "الأيام الصعبة"، متسائلاً: "لبنان الموارنة الى أين؟"، معتبراً ان "هذه اللامبالاة والقساوة والأنانيات الشخصية التي تكاد تقضي على الوجود المسيحي السياسي، لا لشيء إلا لرغبة عدد من الزعماء الموارنة في حب الرئاسة".

وأضاف ان "المسيحيين باتوا جزءاً من الوطن والدولة، وان هذه كانت رغبتهم منذ البدء في إنشاء دولة حديثة حسب النظم الديمقراطية، إلا ان تعدد المرجعيات السياسية والتنافس فيما بينها عطّل النشاط السياسي المسيحي تدريجياً، الى أن أصبح شبه معدوم مع التدخل السوري".

كما دان الأباتي نعمان "مواقف القيادات المارونية"، مشيراً إلى انه "بدلاً من أن يحمل تحرر لبنان من الاحتلال السوري سنة 2005، البلاد على استعادة الثقة بالنفس والانطلاق نحو المستقبل، تبيّن أن البنية السياسية أصبحت متهالكة، ولم يعد من الممكن أن يتفاهم اللبنانيون على تشكيل حكومة أو إنتخاب رئيس للجمهورية أو إقرار قانون للانتخابات النيابية ما لم يتدخل وسيط خارجي"، متسائلاً: "هل أخمدت الشعلة في نفوس اللبنانيين؟، هل تضاءلت حيوية القادة وعزيمتهم وفقدوا روح المارونية المناضلة؟".

ودعا الموارنة الى أن "يستفيقوا اليوم ويساعدوا على نشوء نخبة تقود بتجرد ووفق وعيهم الروحي والتاريخي، وإلا سوف يزولون وتحل محلهم شعوب أخرى أكثر كفاية"، متوجهاً إلى الممثلين للمسيحيين والموارنة، بالقول: "لقد أنقذتم الوطن عندما لم تتخذوا موقفاً مع فئة دون الأخرى، ولكن ألا تظنون أنكم تسيئون اليوم الى التاريخ والآباء والأجداد إذا بقيتم حيث أنتم؟، ألا تظنون أن عليكم أن توحدوا صفوفكم أولاً حتى تستطيعوا توحيد شركائنا في الوطن على مشروع لبنان؟، فالوطن الذي أقامكم الشعب قيمين على استقلاله يريكم قادة وموجهين وقوة توحيد، ولن تتحولوا الى قوة توحيد إذا لم تتحدوا أنتم أولاً خدمة للبنان".