أكد مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ​داود الصايغ​ ان "الرئيس الجديد يقبل على مرحلة جديدة في لبنان والمنطقة، وهو سيكون اول رئيس ينتخب بعد ​الربيع العربي​ وسيواكب مستقبلاً غامضاً لسوريا ونزوحاً يعادل ثلث سكان لبنان"، قائلا: "من بعد الرئيس الراحل فؤاد شهاب لم تتم إضافة أي مؤسسة الى المؤسسات التي أرساها، ومن بعد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري لم يوضع حجر واحد جديد على البنيان الجديد الذي رفعه، فالبناؤون هم صنف خاص بين القادة. وليس كل رئيس بناء"، لافتا إلى أن "قدرة الرئيس الجديد مرهونة ليس فقط بالقدر الذي سيتمكن فيه من ترجمة رؤيته للبنان من خلال العمل الحكومي وفي البيانات الوزارية للحكومات التي تؤلف في عهده، بل في الظروف الخارجية المتفجرة التي تحيط بلبنان، والتي إنعكست بشكل مباشر على عمل المؤسسات الدستورية، إن لجهة التمديد لمجلس النواب، والتأخير غير الطبيعي في تأليف الحكومة، وإحتمال حدوث الفراغ في رئاسة الجمهورية، لأنه أكثر من أي وقت مضى فإن لبنان الحالي يتلقى تأثيرات الجوار بصورة مباشرة، والجوار متفجر".

وفي حديث صحافي، قال: "وحده لبنان في المنطقة يضم رؤساء سابقين. وحده يسجل ولايات الرؤساء في تاريخه الحديث. وحده تحترم فيه الحريات العامة، وحده الديمقراطي بالرغم من عدد من المشوهات. ولكن ديمقراطيته ممتهنة، وسلطة دولته منتقصة، وحياته الدستورية مهددة بالتعطيل، وقسم من مكوناته الأساسية لا يضع أولوية لبنان في مصالحه، ولا يخجل من المجاهرة بالمرجعية الخارجية. هذا هو بعض المطروح أمام الرئيس الجديد. فلو تصورنا ما سيقوله هذا الرئيس في خطاب القسم، فماذا ستكون مواقفه؟"، مضيفا: "إنه رئيس جديد لمرحلة تنطوي على آمال بقدر ما تنطوي على أخطار؛ آمال لأن لبنان، بما يمثل هو على حق في خياراته وتطلعاته، ولكنه ربما عانى في السنوات الأخيرة نقصاً في القادة الذين يلتقون مع التاريخ. هذا في ما يعود الى الأشخاص. أما الصعوبات فقد رافقتنا دوما ًوالأخطار لم تكن غريبة عن مصائر اللبنانيين في أي حال من أحوالهم".

وأضاف الصايغ: "لا تنشأ الدول بالصدفة ولا تقوم السلطات بالتراضي. تقوم الدولة في الأساس ترجمة لنشوء كيان تقود إليه عوامل تاريخية وإجتماعية مختلفة. هكذا حصل في الكيانات الصلبة التي لا تُطرح معها بإستمرار تساؤلات وجودية. فالمشاكل تأتي فيما بعد، ولكنها لا تعيد النظر في الأساس"، لافتا إلى أن "الكيان اللبناني يقارب عمره المئة عام. وقيام الدولة فيه ما زال مطلباً، بالرغم من أن هذا الكيان هو في الحقيقة أمنع من أن يطرح على التساؤل، وهذا أمر ينطوي على تناقض من حيث أنه ما من أحد من المكونات الأساسية التي يتألف منها الكيان اللبناني يريد الإنفصال عن الآخر أو التخلي عن أي عنصر من مبررات الوجود. ومع ذلك فإن الدولة، في وجهها الداخلي اقله، ما زالت أضعف من أن تضمن الجميع، تمهيدا ً لضبط الجميع. في هذا المعنى، هنالك مشكلة وقفت عائقا حتى الآن، وفي معظم السنوات الإستقلالية دون قيام الدولة في لبنان".