بلغت وداد سنّ الثمانين، ومنذ مدة غير طويلة بدأ ذووها يشعرون بغرابة بتصرفاتها لم تكن موجودة سابقاً، بدايةً اعتبروا الامر طبيعياً نسبة لبلوغها هذه السنّ الا أن حالتها بدأت تتفاقم فما كان منهم الى أن قصدوا الطبيب ليشخّص حالتها... إنه "​الهذيان​" الذي يرافق المسنين في بعض الأحيان.

العوامل المؤدية للهذيان

لا يصاب البالغون في السن فقط بعوارض الهذيان أو الهلوسات، فعدد لا بأس به من الشبان معرضون لذلك. وفي هذا السياق يرى طبيب الأمراض النفسية رمزي حداد عبر "النشرة" أن "الهذيان عائد إلى خلل في الدوبامين وهو ما قد يكون ناجماً عن عوامل وراثية أو بيئية أو حتى عن تعاطي المخدرات أو الأدوية"، معتبراً أنه "لا يمكن وصف الهذيان والهلوسة بالأمراض بل هي أعراض تظهر بعد عدّة أمراض كثيراً ما تكون جسدية ونفسية".

في كثير من الأحيان تحدث تقلبات في تصرفات الأشخاص، يظنّ البعض أنها تعود الى الإكتئاب و غيرها من الأمور ولكن لا يتوارد الى ذهنه أنّه الهذيان... هنا من المهم أن يبلغ الأهل الطبيب بالتغيير المفاجئ بحالة المريض، بحسب ما يؤكد حداد، لافتا الى أنه "وفي حال دام الهذيان مدة طويلة قد يؤدي الى مضاعفات خطيرة تستلزم البقاء في المستشفى مدة طويلة".

العوارض والأسباب

وللهذيان عوارض وأسباب يجب التنبه لها لمعرفة طريقة العلاج ومنها: التشوش والنسيان، عدم التركيز، الشعور بالخوف والانزعاج، رؤية أشياء غالباً ما تكون غير موجودة. أما الأسباب فهي عديدة، وهنا يرى حداد أن "الهذيان بين المسنين سببه الالتهابات، تعدد الامراض الجسدية، الفرط في تناول الادوية، شرب الكحول". أما لدى البالغين فقد يكون "الانفصام، تعاطي المخدرات، المعاناة من الاكتئاب وتعاطي الأدوية بكثرة".

طريقة العلاج

وحول طريقة العلاج، يعتبر أنه "وفي كثير من الأحيان يمكن أن يكون علاج حالات الهذيان بالدواء، وفي حالات أخرى يشمل محاولة تخفيف الأعراض"، مشدداً على "ضرورة تقديم العائلة المعلومات الكافية عن المريض للمستشفى أو للطبيب".

وهنا مجموعة نصائح يقدمها حداد تساعد على رعاية المصاب بالهذيان وأبرزها "التحدث ببطء وبصوت واضح مع المريض، تشجيعه على تناول الطعام والشراب، تذكيره بالوقت وبمكان وجوده، وإذا أراد المشي في المكان فلا يجب منعه بل التأكد فقط من سلامته".