ذكرت صحيفة "الأخبار" أنّ المطرانَين يوحنا إبراهيم (متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس) وبولس يازجي (متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس) ما زالا بخير، وفي قبضة "داعش"، مشيرة إلى أنهما نُقلا أخيراً إلى منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، وعلى مقربة من الحدود التركية، لافتة إلى أنّ جهات عدة تخوض جهوداً تفاوضيّة، في محاولات لإطلاق سراح المطرانَين

وفي التفاصيل كما روتها الصحيفة أنّه، ونتيجة اعترافات عدد من عناصر "داعش" الذين سقطوا في ايدي خصومهم بعد معارك ريف حلب الشمالي، اتّضح أن المجموعة الخاطفة للمطرانين لم تكن سوى "عصبة الأنصار". ونقلت الصحيفة عن مصدر كان على ارتباط بـ"عصبة الانصار" إشارته إلى أنّ أحد أبرز قياديي "عصبة الأنصار" كان قد وقع في قبضة الجيش السوري خلال إحدى المعارك، ولم تُفلح محاولات استعادته بأي شكل من الأشكال. ولفت المصدر إلى أنّ "قياديي العصبة" اعتقدوا أن اختطاف أي صيد ثمين يمكن أن يجبر السلطات السورية على مبادلته بـ"القائد الأسير"، وخلصوا إلى أن "أقوى عامل ضغط على النظام هو اختطاف النصارى الكفار المؤيدين". وبحسب هذا المصدر، فإنّ "العصبة" قامت قبل حادثة اختطاف المطرانين بأيام باختطاف أشخاص تابعين لمنظمة "الصليب الأحمر"، قرب "عالم السحر" على طريق حلب ــ دمشق الدولي، وقد أحيطَت الحادثة بالكتمان حينها، وأفلحت شخصيات مرتبطة بـ"الجيش الحر" في إقناع "الأنصار" بإطلاق سراح المخطوفين، لأنهم "أفراد منظمة دولية، وليسوا نصارى مؤيدين".

ولفت المصدر إلى أنه بعد ذلك بأيام، تم اختطاف المطرانين، لكنّ الخاطفين فوجئوا بالضجة الكبيرة التي أثارتها العملية، موضحًا أنّ العصبة لم تكن تدرك أن أهمية المطرانين كبيرة إلى هذه الدرجة، وكان قادتها يظنون أن أهميتهما لا تتجاوز أهمية عدد من الكهنة الذين سبق أن اختطفوا في مرات سابقة. وأشار إلى أنّ قادة "العصبة" شعروا عندها أنهم أقدموا على عمل خطير، بما يتجاوز قدرتهم على تحمل تبعاته، فلجأوا إلى قيادات "داعش" لطلب المشورة، وجاء الرد سريعاً، يحمل أوامر بنقل المطرانَين من المنطقة فوراً، وبسرية تامة، وتسليمهما لـ"داعش"، وقد تم نقل المطرانين مرات عدة، قبل أن ينتهي بهما المطاف في مدينة الرقة، أبرز معاقل "داعش".

وبحسب "الأخبار"، فإنّ "كتائب نور الدين زنكي" تُعتبَر اليوم المجموعة الأقوى، والأكثر عديداً في المناطق الممتدة بين قبتان الجبل، ودارة عزة، وعنجارة، ومعارة الأرتيق، وصولاً إلى الراشدين و"جبهة الجوية"، وفي نيسان الماضي، قام زعيمها الشيخ توفيق شهاب الدين بزيارة سرية لقطر. وتمت تغطية الزيارة بإشاعة أنه "سافر لأداء العمرة"، وفور عودته أعلن انفصاله ومجموعته عن "جيش المجاهدين"، وأطلق على مجموعته اسم "حركة نور الدين زنكي"، بدلاً من "كتائب". ثم انضم إلى "حركة حزم" المموّلة قطرّياً، والمدعومة أميركيّاً. كذلك سارع إلى مهاجمة "عصبة الأنصار"، بذريعة خلاف قديم حول "غنائم معمل أدوية الوطنية". وسارعت "العصبة" إلى الانضمام إلى "جيش المجاهدين" الذي غادره "الزنكيون" في محاولة للاحتماء بـ"المجاهدين"، خاصة بعد أن تمكن "الزنكيون"، وسط تعتيم إعلامي، من القبض على عدد كبير من عناصر "العصبة"، وبشكل خاص العناصر التركمانستانيين (وسط مصير مجهول حتى الآن لـ"أمير عصبة الأنصار" الشيخ صالح الأقرع)، في خطوة قد تفتح الباب أمام مفاوضات محتملة، بينهم وبين "داعش"، بغية تسليمهم المطرانين، في مقابل تسليم مقاتلي "عصبة الأنصار" لـ"داعش"، ليُصار لاحقاً إلى إعلان تحرير المطرانين بمظلة قطرية.