مع تجاوز إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يومه التاسع والأربعين، أطلق صحفيون ومتطوّعون وحقوقيون فلسطينيون حملة إعلامية واسعة بمشاركة وسائل إعلام فلسطينية مسموعة ومرئية ومكتوبة، تحت شعار "لن نستقبلهم شهداء"، بهدف الضغط على كل الجهات المسؤولة وذات العلاقة بملف الأسرى ونقل معاناتهم للعالم، خصوصاً القيادة والفصائل الفلسطينية، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بالتزامن مع نقل عدد كبير من الأسرى المضربين إلى مستشفيات الاحتلال الاسرائيلي العسكرية.

ويطلق الفلسطينيون هذه الحملة، في وقت يبدو التقصير تجاه الأسرى الإداريين الذين يقبعون في سجون الاحتلال بدون تهمة، على المستوى الفصائلي والسياسي والدولي، في الواجهة، إذ إنّ هنالك تراجعًا في دورها تجاه وقف معاناتهم، سيما وأن حالاتهم أصبحت في تدهور خطير.

تقاعس فصائلي ورسمي

ويوضح منسق الحملة محمود حريبات، من الضفة الغربية المحتلة، لـ"النشرة" أن هذه الحملة تأتي في ظل تقاعس فصائلي على المستوى السياسي والدولي تجاه قضية الأقصى بشكل عام وليس الاداريين المضربين عن الطعام فقط، ليقفوا تجاه مسؤولياتهم من خلال الضغط على الاحتلال الاسرائيلي، لوقف معاناتهم، والاستجابة لمطلب إسقاط الاعتقال الإداري المجحف والمخالف للقانون الدولي.

ويؤكد حريبات، أن الحملة "لا تعني بأي شكل من الأشكال تسجيل المواقف والبيانات السياسية، ولكن الدفع باتجاه ترجمة كل المواقف والتحركات على الأرض في وقت نحن جميعا؛ إعلام، ومستوى سياسي ووطني ومؤسساتي، مقصرون بحق أسرانا ومسؤولون أمامهم عن إطالة عمر الإضراب وتهديده لحياتهم".

ويشير المنسق، إلى أنّ الحملة صممت على هيئة موجات بث مفتوحة ومتقطعة، تشارك فيها عشرات الإذاعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، إذ ستخصص برامجها لتغطية تطورات إضراب الأسرى عن الطعام والحراك السياسي المرافق له وأحوال الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

ويواصل الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ49 على التوالي، تنديدًا باعتقالهم إداريًا (دون تهمة أو محاكمة)، وسعيًا منهم لإسقاط "الملف السري".

مرحلة حرجة

في السياق عينه، تؤكد الصحفية فداء أحمد، على ضرورة التفاعل مع قضية الأسرى المضربين عن الطعام بكافة الأشكال والوسائل المتاحة، وليس فقط الإعلامية منها، مشيرة إلى أنّ التقصير الشعبي والرسمي مستمر، ومعه تتفاقم معاناتهم داخل السجون.

وفي حديث إلى "النشرة"، تقول أحمد "إنّ الأسرى المضربين بدأوا يكتبون وصاياهم إلى أهاليهم وذويهم، والاحتلال الاسرائيلي لا يأبه لمعاناتهم بالمطلق، بل يحاول إجبارهم على فك الإضراب من خلال إطعامهم بالقوة".

وتحذر أحمد من استشهاد أحد الأسرى المضربين، في وقت دخل البعض منهم في مرحلة صحية حرجة، مشددة على ضرورة التحرك بكافة الأشكال.

مشاركة واسعة

وتشارك في الحملة الإعلامية العديد من وكالات الأنباء الفلسطينية والمواقع الإخبارية ومنها تلفزيون ووكالة وطن وشبكة فلسطين الإخبارية PNN، وشبكة هنا القدس الإعلامية ووكالة شاشة نيوز وفضائية الكتاب من غزة، إلى جانب تكثيف واسع في الضخ الإعلامي عن قضية الأسرى وإضرابهم والتحركات الشعبية والرسمية لإنهاء معاناتهم وإسناد مطالبهم عبر الفضائيات الفلسطينية والعربية وبالتدوين والتغريد في مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن بين المشاركين: إذاعة صوت فلسطين (الإذاعة الفلسطينية الرسمية)، وشبكة أجيال وأنغام الإذاعية، وإذاعة 24FM، وراديو القمر في أريحا وإذاعة أحلا إف إم في رام الله. إلى جانب سلسلة إذاعات مدينة الخليل (راديو الخليل، راديو الجنوب، راديو السنابل، راديو الريف، راديو الرابعة، راديو سراج، راديو دريم، راديو مرح).

وضمن الحملة أيضاً، تنطلق كافة إذاعات مدينة نابلس المشاركة (راديو طريق المحبة، راديو حياة، صوت النجاح) في بث موحد الثلاثاء إسنادا للأسرى الأبطال، كما تشارك غالبية الإذاعات في قطاع غزة في تغطيات مفتوحة حول قضية الأسرى وهي: (إذاعة صوت القدس، صوت الشعب، صوت الأقصى، الأقصى مباشر، صوت الأسرى، نساء FM، التحرير، ألوان، إذاعة الجامعة الإسلامية، الرسالة، أمواج، البراق، الإيمان، المنار).