وجه عضو اللجنة القانونية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ​هيثم المالح​ في حديث لصحيفة "الوطن" السعودية انتقادات لاذعة للولايات المتحدة على خلفية التضارب الكبير في مواقفها مما يجري في العالم بصورة عامة ومما يجري في سوريا على وجه الخصوص. ولفت الى إن "إقدام الولايات المتحدة على المسارعة لإدانة ما يرتكبه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من فظائع في العراق منذ عدة أيام، وتقاضيه عما يرتكبه ذات التنظيم من جرائم إرهابية في سوريا منذ عدة سنوات هو أبلغ دليل على ذلك التناقض"، مشيراً إلى أن "نفس الفظائع ترتكب من جهة واحدة وفي دولتين جارتين، إلا أن الموقف الأميركي كان بالغ التباين في الحالتين"، مضيفاً: "من الغريب أن تبادر واشنطن إلى إدانة التنظيم الإرهابي والحرب التي أعلنها على الدولة العراقية، للدرجة التي أشعلت جدلا وخلافا عميقا بين الكونجرس والبيت الأبيض الأميركيين حول كيفية الرد المطلوب ومساعدة بغداد، بينما ارتكب هذا التنظيم جرائم لا يصدقها العقل، ولا يقبلها المنطق في سوريا، دون أن يطرف جفن للمجتمع الدولي، حيث لم تتحرك واشنطن بصورة فعلية، واكتفت بعبارات الشجب والإدانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع"

واعتبر أنه "مما يظهر أن السياسة الأميركية لا تقوم على المبادئ ولا تحكمها الأخلاق، ولا يفرضها وضعها كدولة رائدة قائدة للعالم عليها مسؤوليات أخلاقية في المقام الأول، بل هي سياسة تقوم على المصالح الذاتية، وتحركها الأجندات غير المعلنة"، مضيفا: "فإذا كانت واشنطن كما يكرر قادتها تتولى مراقبة حقوق الإنسان وصيانتها من أي تجاوز أو اختراق، من منطلق قيادتها للعالم، فلماذا سكتت عن مقتل أطفال العراق بأيدي التنظيم المتطرف؟ ولماذا رضيت بأن تحكم هذه العصابة مناطق واسعة من سورية، دون أن تتحرك لتحجيمها أو ردعها؟".

وعن إمكانية أن يكون العراق محرقة لتنظيم "داعش" إذا قامت واشنطن بتوجيه ضربات جوية له، مما يضعفه في سوريا ويكون مقدمة للثوار لتوجيه ضربة قاضية له، رأى أن "الضربات الجوية لن تكون ذات فاعلية في هذه الحالة، وإلا لكان الطيران العراقي قد أمطر مواقع المتطرفين بها، فبغداد لا تحتاج طائرات عسكرية". ولفت الى أنه "حتى في الحالة العراقية فإن إدارة الرئيس الاميركي ​باراك أوباما​ تبدو مترددة في دعم بغداد، حيث تباينت تصريحات مسؤوليها، حتى خرج أوباما أول من أمس ليعلن بصراحة أن بلاده لن ترسل قوات إلى العراق، وأن مسؤولية إنقاذه تقع على عاتق زعمائه، فإذا كان الأمر كذلك، فما هو دور الولايات المتحدة إذا كدولة رائدة وقائدة للعالم؟ وكيف تستطيع أن تبرر لنفسها ولشعبها تدخلها في تلك الدولة العريقة وإضعافها لمقدراتها العسكرية وتدمير جيشها وتسليمها لأيدي زعماء طائفيين رهنوا مستقبلها لتوجهات إيران؟".

وأكد المالح أنه "إذا كانت الولايات المتحدة حريصة على مصالحها في المنطقة فإن الواجب على قادتها أن يغيروا من استراتيجية الضعف والتردد التي لازمت إدارة أوباما منذ مجيئه، وأن تبادر إلى أخذ زمام المبادرة، وتعمد إلى ردع كل من يعتدي على حقوق الإنسان، حتى تكسب احترام حلفائها وتحافظ على مصالحها وتضمن عودة الاستقرار إلى هذه المنطقة الحيوية من العالم". متابعا "قلت مرارا وتكرارا إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا تملك الجرأة على اتخاذ قرارات قوية، وطالبت ممثلي الشعب الأميركي بالاهتمام بمخاطبة الشعب الأميركي حتى تتمكن من خلق قوى ضغط شعبية على إدارة أوباما، تدفعه لنصرة الشعب السوري، وهو ما لا أزال أصر عليه بشدة".