ذكرت "الاخبار" انه "حتى ساعات الفجر، لم تنجح مساعي هيئة علماء المسلمين بالتوصل إلى اتفاق على إعلان "هدنة إنسانية" بين​الجيش​ اللبناني والجماعات الإرهابية التي احتلت بلدة عرسال. ففيما الوسطاء يسعون سعيهم، كان شهداء الجيش يسقطون وهم يدافعون عن مواقعه التي دخلت "جبهة النصرة" إلى جانب "داعش"، على خط محاولة احتلالها".

واوضحت انه "حتى ما قبل المؤتمر الصحافي الذي عقده قائد الجيش العماد جان قهوجي، أمس، بدت المؤسسة العسكرية "بلا غطاء سياسي" في حربها على الإمارة الداعشية التي احتلت بلدة عرسال، والتي تنذر بنقل حربها إلى مناطق لبنانية أخرى. تعمّد قهوجي عقد المؤتمر، وهو إجراء غير مسبوق منذ اتفاق الطائف على الأقل. وتعمّد أيضاً، عدم ذكر السلطة السياسية في كلامه. توجّه إلى السياسيين منبّهاً من إمكان تكرار تجربة عرسال في مناطق أخرى، لكنه لم يخاطبهم كسلطة يتبع لها الجيش. وأسباب هذا التجاهل سرعان ما اتضحت في خبر جرى تسريبه يقول إن رئيس الحكومة تمام سلام يقود مساعي لتأمين وقف إطلاق النار في عرسال. رأس السلطة التنفيذية يتصرّف كوسيط بين جيش بلاده وإرهابيين احتلوا منطقة من هذه البلاد، ويهددون أهلها بالذبح وقطع الرؤوس. لم ينف سلام الخبر. لكن التدقيق به أظهر أن من يقوم بالوساطة حقاً، هو وزير العدل ​أشرف ريفي​".

وذكرت ان "اللواء المتقاعد، والذي لا يزال يفاخر بأنه رفض التفاوض مع إرهابيي فتح الإسلام في أيار 2007، قام بسلسلة اتصالات مع قوى يعتقد أنها تمون على مقاتلي داعش من جهة، ومع قيادة الجيش من جهة أخرى، عارضاً وقف إطلاق النار ابتداء من وقت يجري الاتفاق عليه ابتداءً بين الساعة الرابعة والساعة السادسة من بعد ظهر أمس. قيادة الجيش ردّت بأنها لن توقف إطلاق النار قبل تحرير العسكريين (13 عسكرياً من الجيش مفقودون) وأفراد الأمن الداخلي (22 مخطوفاً)، وقبل بدء انسحاب المسلحين من البلدة نحو الأراضي السورية، لا إلى الجرود اللبنانية".

واوضحت ان "الجيش لم يكن يراهن على "حكمة الداعشيين"، لكنه كان يستنفد كل الحلول المتاحة، لتجنيب أهالي عرسال الضرر". يقول مصدر عسكري: "نعرف أنهم احتلوا البلدة، لكننا لم نقصف أماكن تجمعهم داخلها. تضررت بعض المنازل في أطراف البلدة، وهي خالية من أهلها، بعدما استخدمها المسلحون للاعتداء على مركز الجيش وحواجزه. أما داخل عرسال، فالجيش لم يقصف أماكن وجود المسلحين. ورغم توفر معلومات لنا عن اجتماع عقده قادة المجموعات التكفيرية ليل (أول من) أمس، لم نستهدف مكان اجتماعهم حرصاً على أرواح المدنيين".

واشارت الى ان "الجيش وضع في المرحلة الأولى من المعركة نصب عينيه استعادة كل مراكزه وحواجزه وثكنه التي احتلها المسلحون، وتحصينها. وحتى ليل أمس، تمكن من استعادتها جميعها". وعلى هامش المؤتمر الصحافي لقائد الجيش، كان ضباط وعسكريون يتحدّثون عن "استبسال ضباط وجنود في الدفاع عن مراكزهم. في وادي حميّد، بقي أحد الضباط يقاتل وحده دفاعاً عن موقعه، بعدما استشهد وجرح كل الذين كانوا معه، إلى أن وصلت تعزيزات الفوج المجوقل فجر أمس".