اكد رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ​البير متى​، ان "الحالة المأسوية والخطيرة التي يعيشها المسيحيون في بعض الدول العربية، تنذر بأمور أكثر خطورة، إن لم تسارع الدول العربية والمجتمع الدولي الى وضع معالجات جذرية لحالة النزف الحاد التي تلحق بالمسيحيين من ابناء البلاد وأهلها".

واشار متى، في ورقة عمل مرفوعة الى مؤتمر واشنطن حول "المسيحيين المشرقيين وتحديات المصير"، الى "مخاوف المسيحيين العرب واللبنانيين تحديدا، من موجة الإرهاب والتكفير التي يتعرّضون لها ويعانون منها، قتلا وتهجيرا وإقتلاعا من الجذور وذلك على مرأى ومسمع الشعوب والدول".

ولفت، الى "اننا نعيش لحظات مفصلية وحادة في مسيرة التعايش السلمي والتوافق الإيماني بين المسيحيين والمسلمين في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعمل أصحاب السوء وواضعوا المخططات التقسيمية، لشرذمة المنطقة، وخلق كيانات طائفية ومذهبية متناحرة، خدمة للمشاريع السوداء التي تنتظر دول المنطقة وشعوبها".

واوضح متى، ان "مسؤولية الإنتشار اللبناني، لا تقل أهمية وحرصا على الوجود المسيحي الفاعل والحر في المنطقة، عن اهتمامكم بهذا الحضور وسلامته، ولا عن التعايش المثالي بين المسيحيين والمسلمين في المنطقة".

واكد، انه "انطلاقا من مسؤوليتنا بالحفاظ على مكونات مجتمعاتنا، ذات التعددية الدينية والحضارية، يشرفنا ان نتشارك مع هذه النخب الكريمة، في طرح ورقة عمل الإنتشار اللبناني، حول القضايا الساخنة التي يمر بها الشرق العربي، وخصوصا ما يتعرّض له المسيحيون من اضطهاد وتكفير وقتل وتهجير"، لافتا الى ان "مسؤولية الحفاظ على الحضور المسيحي في مناطق النزاعات والأحداث العربية، هي مسؤولية مشتركة بين، الإسلام المعتدل، والمسيحية الإنفتاحية، والمجتمع الدولي والدول العربية، بشكل تكافلي وعام".

وشدد متى، على "اننا نراهن على إسلام الاعتدال، بمثل ما نراهن على الحق الإنساني العام. وكلنا ثقة بأن اخوتنا المسلمين يعانون من ألم التكفير والإرهاب، بمثل ما يعاني منه المسيحيون وأكثر، فكلنا ضحية الإجرام والعنف والكفر الدموي".

وطالب، الى "بذل جهودا استثنائية وسريعة لإنقاذ لبنان والمنطقة من نار الحرب واضرار الفتنة، الطائفية والمذهبية والإتنية التي تهدد دول المنطقة وشعوبها".

ودعا الى تركيز البحوث والمعالجات حول "التأكيد على ادانة كل أشكال العنف والإرهاب والتكفير، والتركيز على الحل العربي للمشكلة، هو من أساس عملنا وتوجهاتنا، والتشديد على وحدة المصير مع شركائنا، من الطوائف والمذاهب والقوميات، والتركيز على الوجود المسيحي في الشرق، والطلب الى الدول الغربية عدم تسهيل الهجرة اليها، لأنها تهجير مقنع"، مشددا على ان "حماية الأقليات، هي مسؤولية الدولة أوّلاً، والمؤسسات الإنسانية والمنظمات الدولية ثانيا، وتحذير المجتمع الدولي من خطر الإرهاب التكفيري، وما يرتكبه من مجازر، تستوجب ادانة عالمية فورية، ورفع مذكرة الى مجلس الأمن، والكونغرس الأميركي، تتضمن معلومات موثّقة عن ما يتعرّض له المسيحيون في بعض مناطق النزاعات"، مؤكدا "ضرورة وضع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، قدراتها وعلاقاتها الدولية، بتصرّف المؤتمر لإنجاح أعماله ومتابعتها".