في الثامن والعشرين من شهر آب الماضي، بدأ ​الجيش السوري​ عملية واسعة في منطقة جوبر الواقعة عند المدخل الشرقي لمدينة دمشق والتي يتحصّن داخلها عناصر من "جبهة النصرة" وما يسمى "الاتحاد الاسلامي لاجناد الشام".

يومها، حرّك الجيش وحداته من عدة محاور وضرب بالصواريخ والمدفعية وبالطيران الحربي مواقع المسلحين، كما أطلق صواريخ عرفت بالقذائف المظلية لخرق التحصينات والأنفاق الكثيرة في جوبر.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، بدت المنطقة كلّها في حالة حربٍ متواصلة من كلّ الجهات، حيث حقق الجيش النظامي تقدّمًا داخل الحي، وسط دفاعٍ شديدٍ من عناصر المعارضة لمنع كسر الخطوط الدفاعية خوفاً من أن تنهار المنطقة وتسقط من أيديهم.

وجاءت المعركة بعد سيطرة الجيش على بلدة المليحة التي كانت تعتبر من معاقل المعارضة وبوابة الغوطة الشرقية وهو ما سمح للجيش بالضغط على جوبر وإكمال عملياته باتجاه تطويق دوما التي تُعتبَر أكبر معقل للمعارضة في ريف دمشق.

وحاولت المعارضة وقف تمدّد الجيش عبر فتح معركة جديدة بنشر مسلحيها في منطقة الدخانية القريبة من جوبر في عملية لتشتيت قوة الجيش، في وقتٍ سرّبت إشاعاتٍ مفادها أنها ستهاجم مدينة جرمانا، الأمر الذي أثار بلبلة كبيرة لدى اهالي المنطقة.

وبحسب المعلومات، فإنّ عملية الجيش تهدف إلى إخراج جوبر من معادلة دمشق مثل داريا وبحد أدنى السيطرة على أجزاء واسعة منها وتدمير الانفاق ومنع المسلحين من استهداف دمشق بقذائف الهاون.

واللافت في المعارك الدائرة أنها تكاد ترقى لمستوى حرب الشوارع المعقدة، بحيث تتحصّن المعارضة في الابنية وتقنص المهاجمين منها، في حين يكثف الجيش اطلاق القذائف والصواريخ ويدمر الانفاق التي يبلغ طول بعضها مئات الامتار فضلاً عن كونها مجهزة لدخول سيارات.

"النشرة" حصلت على مشاهد للمعارك الدائرة في داخل المنطقة، وهي تظهر قوة وعنف المعركة، كما تكشف النقاب عن بعض الانفاق التي عثر عليها داخل جوبر.