اشار نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ ​نعيم قاسم​ الى خلال حفل توقيع كتابه الجديد " الولي المجدد" في قاعة الجنان طريق المطار، الى ان "حزب الله التزم بأطروحة ولاية الفقيه في الفهم الإسلامي والتطبيق العملي، فأنجز تحت سقفها وبناءً للقواعد التي رسمها الولي الفقيه أشرفَ مقاومةٍ إسلامية حرَّرت وانتصرت وحمت لبنان، وأشعلت روح الجهاد الصادق في فلسطين، ونقلت شعوب المنطقة من الإحباط إلى الأمل، ومن الاستسلام إلى المقاومة، ومن التبعية إلى الاستقلال، وأنجز حزب الله المؤمن بولاية الفقيه تجربةً سياسية تؤكد على التعايش بين اللبنانيين بطوائفهم وأحزابهم وقواهم المختلفة، وعمل على بناء الدولة بالتعاون مع الشركاء في الوطن في إطار حكومات الوحدة الوطنية المتعاقبة، ولم يقبل الاستفراد ولا الإلغاء، ودعا دائمًا إلى الحوار، ورفض تطييف ومذهبة المواقف السياسية، ورفضَ التحريض ولم ينجر إلى فتنةٍ تكرَّرت مقدماتها وأطلت برأسها مرات ومرات، فكان لموقف حزب الله الدور الأبرز في وأدها".

واوضح قاسم ان "حزب الله التزم قناعته بولاية الفقيه ولم يفرضها على أحد، كما لا يقبل أن يفرض عليه أحدٌ خياراته الفكرية أو السياسية، ونجح من الموقع الديني الإسلامي أن يقارب المواقف السياسية الوطنية والعربية والإسلامية من دون أن يقف انتماؤه حائلا دون التعاون مع القوى السياسية المتمايزة في قناعاتها العقائدية أو انتماءاتها الطائفية، ليكون الموقف السياسي هو المعيار في التعاون، ولتكون المقاومة الرمز الأول في الالتفاف حولها من كل القوى الشريفة والمخلصة. كما التزم حزب الله بالتوجيهات العامة للولي الفقيه في هذا الزمان والمتمثل بالإمام الخامنئي، الذي أنار طريقه للتمييز بين الحق والباطل. وقد أدرك الحزب منذ البداية بأن أميركا ذات إدارة مستكبرة ومستعمرة لها مصالحها ومن أبرزها تثبيت وجود الكيان الإسرائيلي لتطويع المنطقة لإدارتها، فرفض الخضوع للسياسات الأمريكي، وجاهد العدو الأول للأمة وللبشرية إسرائيل بهدف تحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني المجاهد".

ولفت الى ان حزب الله أدرك قبل الكثيرين خطر التكفيريين ومشروعهم الإلغائي لكل مخالف لهم، وواجههم من البوابة السورية لحماية ظهر لبنان ومقاومته، فحقق إنجازات كبيرة قلَّلت من مخاطرهم على لبنان، ولولا أداء حزب الله في جهاده المقدس في سوريا لرأينا التكفيريين كداعش والنصرة وغيرهما يقيمون الحواجز في بيروت ويعلنون حيث يصل إجرامهم وقتلهم لكل كائن حي إمارتهم الإلغائية لكل من عداهم. واوضح ان الذين رعوا الوحش الداعشي هم الذين يعلنون الحرب عليه بعد أن أفلتَ من عِقالهم، وقد دفعت سوريا وحدها أكثر من 170 ألف ضحية وشهيد فضلًا عن التدمير فيها من أولئك الذين يدَّعون اليوم محاربتها, لقد سبقهم حزب الله في مواجهة الخطر التكفيري.

ورأى ان حزب الله قدَّم تجربة مشرقة في الفكر والسياسة والجهاد والأخلاق، ونجح في محطات خطرة ومعقدة، وأثبت صحة مواقفه وخياراته، وما زال يدعو شركاءه في الوطن إلى الاعتبار من الأحداث والعودة إلى حوار الحلول والشراكة لبناء البلد. وتابع هذه بعض إنجازاتنا تحت سقف ولاية الفقيه، فليقولوا لنا ما هي إنجازاتهم تحت سقف أميركا وأتباعها؟ وهذه هي تجربتنا الإسلامية السمحاء، وهي أبعد ما تكون عن تجربة المدعين للإسلام من التكفيريين الذين أساؤوا إلى الدين والبشرية.