بعد خدعة نهاية العالم التي كان يفترض أن تتم في العام 2012 والتي إنتشرت عبر وسائل "التواصل الاجتماعي" ونسبت الى وكالة "​الناسا​"، تتناقل اليوم صفحات "الفايسبوك" خبراً آخر مفاده أن رئيس الوكالة تشارلز بولدن أعلن أن "العالم سيشهد ظلاماً تاماً لمدة ثلاثة أيام في 21 و22 و23 كانون الأول نتيجة عاصفة شمسية ستتعرض لها الأرض وهي ستكون الأكبر منذ خمسين سنة".

في العام 2012 أكدت "الناسا" أن "هذه الأقاويل عارية من الصحة وليس لها أساس". والسيناريو نفسه يتكرر، حيث كررت "الناسا" من جديد أن ما يُروى عن عاصفة شمسية ستضرب الأرض غير صحيح. وفي هذا السياق يعتبر المحلل والخبير التكنولوجي ​أنطوان طنوس​ عبر "النشرة" أن "الهدف من نشر هذه الشائعات "المغلوطة" جذب نسبة أكبر من القرّاء"، ويشدد على أن "الحديث عن عاصفة شمسية ستحدث في كانون الأول غير صحيح، والكلام المنسوب الى بولدن محرّف خصوصاً وأنه كان يتحدث عن الوقاية في حال حدوث طارئ ولم يأت على ذكر هبوب عاصفة شمسية".

ولمن لا يعرف لا يمكن التحدث عن عاصفة شمسية تضرب الأرض والتأكيد على أنها الأكبر منذ خمسين عاماً ببساطة. فبحسب طنوس "أن تضرب مثل هكذا عاصفة شمسية الأرض يعني كارثة كبيرة"، ويلفت الى أن "هكذا أمر من شأنه أن يصيب التيار الكهربائي على مجمل الكوكب باضطرابات وتعطيل الاتصالات والانترنت والملاحة الجوية وكل الأنظمة والأجهزة العاملة على الكهرباء وبالتالي قد تعيد الحضارة البشرية قروناً الى الوراء"، ويشير الى أن "دولاً وحكومات تستنفر لو كانت فعلا عاصفة شمسية ستضرب الأرض، ومثل هذا الموضوع يحتاج الى أشهر من التحضير المسبق، وبالتالي لا يمكن أن تكون هذه المسألة صحيحة ونحن ما زلنا نقرأها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولم يأت أحد رسمي على ذكرها".

في المحصلة، "الناسا" نفت الحديث عن أن العالم سيعيش ظلاماً في 21 و22 و23 كانون الأول والكلام عن عاصفة شمسية ستضرب الأرض "إشاعة" يسعى بعض الأشخاص الى ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف استقطاب جماهير ونسبة كبيرة من القراء.

تقرير ​باسكال أبو نادر