رأى رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد أن "المسلمين كانوا قد اتفقوا على أن العدو الاسرائيلي هو العدو الأساسي الأول للإسلام والمسلمين لاغتصابه فلسطين والقدس، وكانت المعركة معه ولا تزال هي معركة من أجل تحريرهما، وهذا ألقى على كتفنا الأيمن ثقلا كبيرا من مسؤولية عظيمة واجهنا فيها العدو المغتصب، ثم شاءت الأقدار والزمن والتطورات ومسارات الصراعات الطويلة والعريضة أن يلقى على كتفنا الأيسر ثقل مسؤولية أخرى ممتدة من كربلاء، وهي الحرب ضد المسلمين لكن باسم الإسلام والقرآن ومحمد بن عبد الله والقيم والأخلاق الإسلامية، وهي حرب المسلمين ضد بعضهم البعض بهدف شرذمتهم وتفريقهم وإضعافهم".

وأكد السيد خلال احتفال حزب الله بمناسبة يمو الشهيد في حسينية شهداء بلدة دير قانون النهر أن "جميع حركات المقاومة في المنطقة وفي مقدمتها المقاومة الإسلامية في لبنان تمكنت بشهدائها ومجاهديها من أن تمنع المجتمع الدولي الحليف للكيان الصهيوني أن يحقق كامل أغراضه وأهدافه على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي، ولذلك لجأت هذه الدول وبسرعة هائلة إلى تحويل صراع المسلمين ضد الكيان الصهيوني إلى صراع فيما بين المسلمين أنفسهم، وقد نقلوا هذا الصراع في لحظة سياسية حسّاسة بعد أن شعر الكيان الصهيوني ومن وراءه بالهزيمة والإخفاق أمام قوى المقاومة في المنطقة".

واعتبر أن "المعركة لا زالت واحدة ولكنها بمحاور متعددة هي محور الكيان الصهيوني ومحور الحركات التكفيرية الإرهابية الموجودة، لكن الأميركيين والأوروبيين والإسرائيليين تمكنوا ومن خلال المحور الآخر الذي اسمه محور المجموعات المسلحة التكفيرية الإرهابية التي تفعل ما تفعل باسم الإسلام والدين والقرآن والنبوة ومحمد بن عبد الله، من إلحاق الضرر والخطر على الإسلام كرسالة ودين وقيم وأخلاق، إلى أن وصلنا إلى حقيقة مفادها واضح بأن كل ما فعله الغرب في محاولاته لتشويه الإسلام".

وأشار إلى أنه "من نتائج هذه الحرب والمعركة هناك تصريح للإسرائيليين منذ ما يقارب العشرة أيام أو أكثر يقولون فيه أن الأميركيين يخطئون في محاربة "داعش" لأن محاربة "داعش" تنفع "حزب الله" وهذا يعني أن المحور الذي تقيس عليه إسرائيل مواقفها من ضرر ونفع هو "حزب الله"، وهنا فلنتصور كيف أن هناك حركة إسلامية حليفة لإسرائيل وأعلنت قبل أن تنتصر أنها لا تريد حربا مع إسرائيل ولا تريد الأقصى ولا فلسطين ولا القدس، وليس ذلك في حساباتها ولا في خططها ولا في استراتيجيتها، وبالتالي فنحن اليوم أمام مشهد يقدم الإسلام المفترض أن يكون الإسلام المحمدي النبوي القرآني على أنه حليف للكيان الصهيوني".

ورأى أن "ما نشهده اليوم في القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية وأراضي الـ48 يعيد إلينا شيئاً من الأمل حول إعادة تصحيح المسار الحقيقي للصراع ووضع المسلمين مجدداً أمام مسؤولياتهم الدينية والسياسية والتاريخية وتوجيه العيون والقلوب والأيدي إلى العدو الحقيقي وهو الكيان الصهيوني من جديد، بالرغم من أن السياسات الدولية والإقليمية عملت على فرض خيار وحيد أمام الشعب الفلسطيني وهو خيار التفاوض، إضافة إلى تجريد الفلسطينيين من كل أسباب القوة حتى لا يبقى أمامهم إلا خيار التفاوض والتنازل والتخاذل أمام العدو الصهيوني ولا يكون أمامهم أية قوة يمكن أن يلجأوا إليها من جديد، وبذلك يكونوا قد أدخلوا الإحباط واليأس إلى هذا الشعب الفلسطيني المؤمن والصابر والمقاوم".