كشف تقرير "الأمن الغذائي في البلدان العربية"، الذي تم إطلاقه في افتتاح المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) المنعقد في عمّان من 26 إلى 27 تشرين الثاني (نوفمبر) برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أن العرب يستوردون نحو نصف حاجتهم من المواد الغذائية الرئيسية، مؤكداً إمكانات تعزيز الإنتاج الغذائي العربي بحزمة تدابير، في طليعتها تحسين الإنتاجية وكفاءة الري والتعاون الإقليمي.

وجاء في كلمة راعي المؤتمر جلالة الملك عبدالله الثاني، التي ألقاها وزير البيئة طاهر الشخشير، أن تحقيق الاكتفاء الغذائي في المنطقة العربية يتطلب التركيز على التعاون العربي التكاملي استناداً الى التفاوت الكبير بين بلدان المنطقة في الأنظمة البيئية والموارد الطبيعية. وأشار الى أن الأردن من البلدان الأكثر شحاً بالمياه، "وفي ظل الأزمات السياسية المتلاحقة في دول الجوار واستضافة الأردن لملايين الأشقاء العرب، خاصة اللاجئين السوريين، فانه يشهد الآن أزمة غذائية غير مسبوقة نتيجة الطلب المتزايد على الماء والغذاء, مما يشكل تحدياً إضافياً على الحكومة الأردنية". وأكد على ضرورة التنسيق والتعاون مع المجتمعين العربي والدولي لايجاد الحلول المناسبة. وتمنى على المؤتمر "الخروج بتوصيات تخدم بلادنا وشعوبنا".

وساهمت هيئة البيئة في أبوظبي في المؤتمر بصفة الشريك الرسمي، وجامعة البترا الأردنية بصفة الشريك المنظم، ودعمه عدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية وصناديق التنمية والقطاع الخاص.

يشير تقرير "أفد" إلى أن الإنتاج الزراعي في البلدان العربية يواجه تحديات كبيرة، في مقدمها الجفاف ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة وندرة مصادر المياه والنمو السكاني المتسارع، فضلاً عن مضاعفات تغير المناخ. ويبرز العجز الغذائي من خلال نسبة الاكتفاء الذاتي البالغة نحو 46 في المئة للحبوب، و37 في المئة للسكر، و54 في المئة للدهون والزيوت. أي أن العجز يصل إلى نحو نصف الحاجة من المواد الغذائية الأساسية. ويدعو التقرير الى جملة حلول، تتمحور حول زيادة كفاءة الري ورفع معدلات إنتاجية الأراضي، وهي اليوم من أدنى المعدلات في العالم. كما يدعو الى التعاون الإقليمي للإستفادة من الميزات الطبيعية والبشرية المتفاوتة في الدول العربية. وتُنشر في التقرير للمرة الأولى مجموعة خرائط، تم إنتاجها بناء على أحدث الأرقام والمعطيات، تظهر مواقع وجود المياه العذبة والأراضي الصالحة للزراعة والأراضي الصالحة للرعي، وتبيّن الأهمية الكبرى للتعاون الإقليمي في إنتاج الغذاء. وقد تم إنتاجها بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا).