أشار الوزير السابق ​طارق متري​ الى أن "لبنان يعيش مخاوف باتت نوعا من الوساوس والشائعات تبشر بأحداث كبرى لم يحصل منها شيء، لم ينف احتمالات حصول اضطرابات حقيقية لكن القول انها ستصل الى ما هو عليه الوضع في العراق أو استنساخ الوضع السوري غير منطقي"، لافتا الى أن "البعض يعتقد بان انتخاب رئيس هو عملية اقليمية اي انه ورقة ضغط لجهة اقليمية ما في وقت ما لتحصل على مقابل لها، وهناك يعتقد ان انتخاب رئيس هو مسألة مطروحة للتفاوض الدولي، ولا اعتقد انها كذلك، بل أرى ان هناك اهتمام دولي برئاسة الجمهورية وجاء فرنسوا جيرو ليقول للبنانيين عليكم ان تتفقوا، اي ليقول المسألة عندكم".

وأوضح متري خلال مشاركته في ندوة عن كتاب الدكتور ​انطوان حداد​ "مسيرة الانخراط في الحرب السورية" أن "انتقال أرض المنازلة الدولية من لبنان الى سوريا يعزز فرص الاتفاق بين اللبنانيين وعجزهم عن الاتفاق يستدعي احيانا هذا التدخل الاقليمي والدولي"، متسائلا "اذا كانت الحاجة الى لبنان ممرا وملجأ للناس والاموال لا بلد لجوء تحميه من الأسوأ أو اذا كانت كلفة المشاركة في الصراع داخل سورية، ومعها ميل الى الحفاظ على مكاسب لبنانية كثيرة، تحول دون الاحتراب العميم في لبنان".

ورأى أن "هشاشة سياسة النأي بالنفس لا تقي لبنان من تأثيرات ومضار كثيرة"، لافتا الى "ان الكتاب يتبصر في ما ستنتهي اليه ليس بالتزامن مع الأوضاع في سوريا وتقلبات المنطقة فقط بل ايضا في العلاقة المضطربة معها".

من جهته، أوضح حداد أن "الكتاب ليس نصا سجاليا او سياسيا بالمعنى التبسيطي، بل نصوص موضعية وضعت لنفيد منها ولتقدير المواقف، اي درس الخلفيات التي تقف وراء التطورات واستشراف الافاق"، مؤكدا أن "الكتاب موضوعي لكنه ليس محايدا، فيه موقف لكن غير مسبق بل نتيجة قراءة المثبت".

واعتبر أن "ادوات القياس والمعايير واضحة وهي: مفهوما الدولة والقانون الوطني والقانون الدولي بالمعنى السياسي والانساني، منظومة حقوق الانسان، نبذ العنف واعتماد الحوار ونبذ الاقصاء واعتماد مبدأ التضمين".

وأشار الى أن "الانخراط في الحرب السورية هو حدث مفصلي بالمعنى السلبي في التاريخ الحالي للبنان وما بعد الحرب لن يكون كما قبلها"، معتبرا أن "الوضع الراهن هو وليد الانخراط في الحرب السورية".