رأى المطران ​مارون العمار​ أنه "لا يمكننا اليوم أن نعظ بحضرة كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار الراعي التي ستتلى في الجنازة. لكنني سمحت لنفسي أن أعطي شهادة حياة شخصية بالمطران اسطفان هكتور الدويهي"، مشيراً الى أنه "لم تسمح لي ظروفي أن أعيش واياه طويلا في هذه الرعية كالمطران اميل سعادة وأن أرافقه في مراحل الكهنوت وفي مراحل الأسقفية كسيدنا غريغوري،الذي تربى على يديه وعاش واياه فترة طويلة جدا. ولكن، أنا أولا عرفت المطران الدويهي بالشهادة عندما كنت لا أزال اكليريكيا في غزير فكان معلمونا اذا ارادوا اعطاءنا مثلا عن مسؤول مميز يعطونا مثل أبونا هكتور الدويهي وكان في الوقت نفسه متفهما عن الطلاب ويفهمهم. كما كان لديه الحزم والرؤية الواضحة"، ذاكراً أن "الفترة التي عاشها في غزير كانت في بداية حياته الرسولية وظهر أنه انسان مميز لأن لديه رؤية واضحة للهدف الذي يريد الوصول اليه. لقد زرع هذا الانسان والاكليريكي المميز مثالا لانسان كنسي مسؤول بامتياز".

ولفت العمار خلال قداس الهي عن راحة نفس المطران الدويهي في كنيسة سيدة زغرتا الى "شهادة أخرى عرفتها عن المرحوم المطران الدويهي من خلال قراءتي لكتاب الأيادي الضارعة الذي ترجمه من الفرنسية، وكان في زمننا هذا الكتاب بترجمته أهم من الكتاب باللغة الأصلية لأن المترجم وضع روحانيته فيه، مع كل الأمانة لواضع هذا الكتاب باللغة الفرنسية. كما أنه ترجمه بطريقة شعرية روحانية مميزة، وكان يضرب فيه المثل كما كان مثالا للكتاب الروحي لنكتشف فيه الخبرات الروحية. ففي ترجمته أحسسنا بروح إلهية موجودة في هذا الشخص وضعها في الكلمة فتحولت الكلمة من حرف الى روح. وهذا التحول عشته هنا في زغرتا وكنتم تعلمون أن ما يميز أبونا هكتور الدويهي بأن الحرف معه كان يتحول الى روح"، ذاكراً أن "شهادة علاقته بالمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي عقد في وقت أصبح هو كاهنا. ومن يقرأ مقررات هذا المجمع على ضوء ما كان يعيشه المطران هكتور في هذه الضيعة يعلم أنه كان يعيش مقررات هذا المجمع في خدمته الكهنوتية. ما يدل على أن أبونا الدويهي لم يكن كاهنا عاديا وانما كان يتأمل في حياة وطريق الكنيسة لذلك عاش هذا التطور الايماني للكنيسة قبل انطلاق المجمع الميكوني الفاتيكاني وتتحول الى نصوص. من يقرأ نصوص المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني يقرأ أفكار هكتور الدويهي بالكنيسة والرعية وكل الحياة الليتورجية بكل الحياة الكنسية"، مؤكداً "لقد كان أبونا هكتور سابقا عصره بايمانه وبتفكيره وبروحانيته. وكما تعلمون فان الانسان السابق عصره لا يفهم عليه الناس دائما. فالناس تفهم على أبناء عصرها وهو كان سابقا أبناء عصره في كل الامور لذلك لم يفهمه الكثيرون. والآن بعد أربعين سنة بدأنا نفهم ما كان يقوله لنا الأب هكتور. وما كان يقوله هو الطريق الصحيح للكنيسة.انها شهادتي من خلال المشاهدة والقراءة قبل تعرفي اليه شخصيا"، مضيفاً انها "الرسالة الحقيقية لأبونا هكتور الدويهي الذي كان همّه أن يصل فكره الذي اختبره كابن فكر مميز ان يتعرّف عليه كل العالم ويدور في كل العالم وهذا ما عاشه هنا في هذه المدينة وفي المكسيك وأميركا وفي كل العالم. لأن الشماس والأبونا والمطران اسطفان هكتور الدويهي هنا أو في الخارج بقي هو هو. هكذا يعيش العظماء. فهو لم يخف الّا أن يبقى ابن الكنيسة المميز لذلك احتمل كل الامور ليبقى ابن كنيسة مميز ويقول أمام الله أنا ابن الكنيسة المميز وهذه هي رسالتي وأديتها، وأنا أمامك لأقدمها حتى نال رضى الرب. نعم المطران هكتور الدويهي كان يطلب فقط رضى الرب في كل حياته وهو اليوم أمامه يطلب رضاه"، مطالباً "الصلاة باسمه وباسم أصحاب السيادة الأجلاء وباسمكم جميعا أن يعطينا الرب دائما في الكنيسة أشخاص في الكنيسة على مثال المطران اسطفان هكتور الدويهي وعلى مثال الخوري هكتور الدويهي وعلى مثال الاكليريكي هكتور الدويهي وأن يعطينا أشخاصا يكونون على مثاله ويدلوننا على الطريق الكنسية الحقيقية، ونصلي من أجل هذه المدينة التي رأى فيها النور وتأمل بكلمة ربنا وانطلق الى كل العالم. وكي يعطينا أشخاصا على مثاله مميزين. بهذا الامل وهذا الرجاء نعزي الاهل ونعزي أنفسنا لأن هذه هي الطريق الى ملكوت السماوات آمين".