قللت مصادر سياسية مسيحية عبر "النهار" الكويتية من أهمية التعويل على دور البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في ملف الرئاسة، معتبرةً انه "لو بدها تشتي غيمت"، بمعنى أنه لو أن ثمة استعداداً لدى أقطاب الموارنة للعمل بمشورة رأس الكنيسة، لما كان لبنان بلا رئيس حتى الآن، المصادر نفسها لم تبدِ تفاؤلاً بالمسارات الحوارية الدائرة حالياً، معتبرةً أنه كان يفترض بالحوارات القائمة، سواء حوار المستقبل حزب الله ام حوار القوات والتيار الوطني الحر أن ينطلقا من الرئاسة كقضية جوهرية تُسند اليها جميع المشكلات التي يتخبط بها لبنان منذ أشهر، ورأت ان القفز فوق الفراغ الرئاسي لمعالجة قضايا اخرى أمنية وسياسية، ولتوطيد العلاقات، انما يخفي في طياته اعترافاً ضمنياً من بعض الفرقاء بعدم جدوى رئاسة الجمهورية في لبنان.

وأشارت المصادر نفسها الى ان "هذا المنحى مقصود من قبل البعض لتدعيم وجهة نظر الفريق القائل بأن غياب الرئيس المسيحي ووجوده سيان، طالما أنه لا يمثل المسيحيين بالقوة التي يستحقونها، ولفتت الى انه اما الفريق الآخر، فيبدو أن مياه الصفقات تجري من تحته، وهو مأخوذ بالنيات الحسنة وفوبيا الحفاظ على أمن البلد واستقراره، غير مدرك أن حال الاستقرار النسبي القائم الآن، مبنية على قرار دولي اقليمي لا ناقة لأهل الحوار فيه ولا جمل".

واعتبرت المصادر المسيحية نفسها ان "أكثر ما يخيف الأقطاب المسيحيين اليوم هو ايمانهم بأن غالبية الشارع المسيحي لم تعد تؤيد أياً منهم"، وأضافت: "أي مسيحي فعلي في لبنان اليوم لن يرتضي أن ينقسم موارنته على غرار ما هم عليه اليوم وسط غليان الصراع الاقليمي"، وتابعت المصادر: لا يمكن الحديث عن استعادة دور المسيحيين في لبنان الا باستعادة وطنية مسيحييه الضالين.