سنة مرّت على سحب وزير التربية ​الياس بو صعب​ إقتراح القانون المتعلق بتثبيت الأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني من لجنة التربية لدرسه. وأضيفت معاناة أخرى لهؤلاء الأساتذة، الذين ينتظرون إنصافهم أسوة بزملائهم في التعليم الأساسي والثانوي وأساتذة الجامعة اللبنانية...

طلابنا مدراء علينا

"ليس منصفاً أننا خرّجنا طلاباً أصبحوا مدراء علينا وتمّ تثبيتهم"... صرخة أطلقتها رنا حبلص المتعاقدة في عدّة مهنيات في الشمال: "نحن متعاقدون منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وتلامذتنا في IPNET خرّجناهم وأصبحوا مدراء ومثبتين ونحن مستمرون بالإعتصام والمطالبة من أجل إنصافنا... ولكن الى متى؟"

رنا واحدة من الذين يتركون أولادهم ومنزلهم يومياً تارةً من أجل إجتماعات وطوراً من أجل لقاء نائب علّ الفرج يأتي ويقرّ قانون التثبيت، فقد ملّت أن "تبقى تحت رحمة الطلاب ورغبتهم بحضور الصفوف"، وتشير إلى أنّ الأساتذة لا يستطيعون تسجيل ساعاتهم في حال قرّر الطلاب التغيّب، وبالتالي فهم لا يقبضونها، لافتة إلى أن "النظام لا يفرض على أي طالب الحضور أصلاً"، ملاحظة في الوقت عينه أنّ نظام التعاقد لا يمنح الأساتذة بدل نقل أو استشفاء.

راتب مرة كلّ سنة!

أما المتعاقد حسين فرحات فيلفت الى أنّ الأساتذة يعلّمون طيلة السنة، ولكنّهم لا يتقاضون بدل أتعابهم إلا مرّة واحدة بعد انقضاء كلّ عام، "وبالتالي فإننا مضطرون إما "للإستدانة" أو لإيجاد وظيفة أخرى نؤمن منها دخلنا الشهري".

وعن أيام العطلة، يوضح ان "كلّ العمال يرحبون بعطلة الأعياد وأيام الفرص لأن دخلهم ثابت لا يتأثّر بذلك على عكسنا"، ويقول: "رغم حاجتنا الى الراحة إلا أننا نفضّل إعطاء الدروس لأن العطل والأعياد والأوضاع الإستثنائية تحسم من راتبنا وبالتالي لا نتقاضى تلك الساعات".

تضخيم بأعداد المتعاقدين

لا يتجاوز عدد أساتذة التعليم المهني والتقني الستة آلاف الى السبعة آلاف متعاقد إذا إستثنينا أساتذة الملاك إضافة الى الموظفين والمهندسين وغيرهم ممن أدخلوا الى هذا القطاع على شكل "تنفيعة" بينما الحاجة الفعلية هي بين الأربعة آلاف والأربعة آلاف وخمسمئة. هذا ما يؤكده عضو الجنة العليا للأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني عادل حاطوم لـ"النشرة"، شارحاً أن "هناك تضخيمًا في الأعداد فالأستاذ الذي يعلّم في ثلاث مهنيات يحسب ثلاثة أساتذة".

ويشدّد حاطوم على رفضه مبدأ المباراة المفتوحة، مطالباً بإجراء "مباراة محصورة لدورة واحدة تنصف الأساتذة القدامى والذين تتجاوز سنوات تعاقدهم العشر سنوات". هذا ما يؤكده حسين فرحات، مشيراً في نفس الوقت الى أنه "وفي حال إجراء مباراة مفتوحة فلن نتمكن من مجاراة من هم متخرجون حديثاً فهل هذا يجوز؟"

لقاء للمرة الأولى

الكلام يكثر والأساتذة ينتظرون إبداء وزير التربية الياس بو صعب ملاحظاته على إقتراح القانون وإعادته الى لجنة التربية النيابية لدراسته، هذا ما يؤكده حاطوم عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "بو صعب إسترد إقتراح القانون من لجنة التربية لمزيد من الدرس في نيسان 2014 على أن يردّه بعد ثلاثة أسابيع وها نحن في شهر آذار من العام 2015 ولا يزال القانون عالقاً في أدراج ​وزارة التربية​".

بو صعب وخلال إحتفال عيد المعلم تطرق الى مسألة تثبيت هؤلاء الأساتذة، لافتاً الى أن "المديرية العامة للتعليم المهني والتقني أجرت دراسة حددت فيها حاجات المعاهد كلها لنعطي بعدها الأجوبة ونسير في تثبيت الأساتذة في هذا القطاع". هذا ما يؤكده مدير عام التعليم المهني والتقني أحمد دياب لـ"النشرة" الى أن "المديرية قامت فعلاً بالدراسة التي طلبها الوزير وأرسلتها إليه منذ مدّة".

للمرّة الأولى ومنذ أكثر من سنة ستقابل لجنة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني بو صعب، فهل تنتج هذه الجلسة حلاً لهذه القضية ليسلك بعدها اقتراح قانون تثبيت متعاقدي المهني والتقني طريقه الى الإقرار في اللجان؟!