خاضت مسؤولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة أوّل تجربة إعلامية صحفية في مجال التقديم الإذاعي، بعد أن اختارت لنفسها برنامجاً قريبًا للناس في حل مشاكلهم وقضاياهم المختلفة في كل مدن ومحافظات الضفة الغربية المحتلة وجلست خلف الميكروفون لاستقبال مشاكل الناس.

وقدّمت محافظ رام الله والبيرة الدكتورة ​ليلى غنام​، برنامج "مع الناس" للزميل محمد نصار عبر أثير "راية أف أم" المحلي، للتواصل مع المواطنين الفلسطينيين وحل مشاكلهم واستقبال شكاويهم والوقوف على معاناتهم، سواءً من خلال مكانها كمحافظ لرام الله والبيرة، أو من خلال الوزارات الفلسطينية المختلفة بكافة مدن الضفة الغربية المحتلة، في سابقة جعلت من المسؤول أو القيادي الفلسطيني مقدماً لبرنامج إذاعي، رغم أنه ليس صحافياً أو إعلامياً واستقبلت شكاوى الناس ومشاكلهم وعملت على حلها مباشرةً.

وعيّن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غنام كمحافظ لمدينة لرام الله والبيرة أوائل عام 2010، وهي المرة الأولى التي تُعين فيها امرأة بمنصب محافظة في فلسطين.

أقرب للناس

وتقول المحافظ غنّام لـ"النشرة"، إن اسم "مع الناس" بحد ذاته قضية لأن وجودها في موقع محافظ بين الناس، هو بالنسبة لها غاية لتكون أقرب من الناس لأجل حل مشاكلهم والوقوف على أوضاعهم بشكل فاعل ومتواصل ودائم، مشيرةً إلى أنّ فكرة البرنامج جاءت من إذاعة "راية أف أم" المحلية الفلسطينية، ووافقت عليها وتم تحديد البرنامج والاستماع لمشاكل المواطنين وحلها قدر الإمكان عبر الهواء مباشرة.

وتلفت غنّام إلى أنه تم اختيارها لتقديم هذا البرنامج، لقربها للناس واتخاذها من نهج وأسلوب العمل الميداني هدفاً لخدمة الناس وحل اشكالياتهم، ومعروف محلياً أن الفلسطينية غنّام هي المسؤول الفلسطيني الأقرب للناس خصوصاً في مدينة رام الله والبيرة، إذ دائماً يجدها الفلسطينيون في كل مكان من أجل الاطلاع على همومهم ومشاكلهم ومتابعة كل ما يحدث.

وشدّدت محافظ رام الله والبيرة، على أن الهدف من البرنامج هو التواصل مع الناس أمام الرأي العام بشكل عام لإيصال صوت المواطن الفلسطيني ليس فقط لها كمسؤولة فلسطينية، ولكن لكل المسؤولين، مضيفةً: "أنا كنت على الهواء مباشرة مع الناس وهذه قناعة أمارسها على أرض الواقع وعلينا أن ننزل لهموم وأوجاع الناس والمواطنين، لا أن يصعد لنا المواطن في هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية".

حلول مباشرة

واستقبلت غنّام خلال البرنامج اتصالات من كافة المدن والمحافظات الفلسطينية، ولم تقتصر على مدينة رام الله والبيرة فقط، حيث يوجد مقر إذاعة "راية أف أم"، بل شملت كافة مدن ومحافظات الضفة الغربية المحتلة، إذ تنوعت طبيعتها ما بين الاشكاليات الاجتماعية والطبية وذللت العقبات أمام الكثير من المواطنين.

وبمجرد انتهاء البرنامج، قامت غنّام عبر مكتبها في رام الله، بالتواصل مع كافة المدن والمحافظات الأخرى من خلال المحافظين والمسؤولين في محاولة لحل جميع الاشكاليات التي تلقتها خلال البرنامج الذي استمر قرابة الساعة والربع، فضلاً عن الاشكاليات التي حلتها على الهواء مباشرة.

وعن طبيعة الاشكاليات التي طرحها المواطنون، فقد تنوعت ما بين الاحتياجات الشخصية والمالية والمساعدات، والاشكاليات الصحية.

ضرورة للتكامل

واللافت في هذا البرنامج أن محافظ رام الله والبيرة ليلى غنّام، استطاعت أن تعرف المتصلين بمجرد سماع صوتهم وتميزهم وتعرف مشاكلهم وتشرحها للمستمعين مباشرة، لأنها دائماً ما تكون في الميدان وبين الناس. وتقول المحافظ غنّام: "عندما تكون قريبا من الناس فستكون مطّلعا على كافة اشكالياتهم ومعاناتهم، وهذا ما حدث معي".

واعتبرت المحافظ غنّام أن تقديمها للبرنامج، يدل على ضرورة التكامل بين المسؤول والإعلام، الذي هدفه ليس فقط تسليط الضوء على المشكلة، لكن حلها إذ أنه هو السلطة الرابعة، مشددة على أهمية الدور الذي يلعبه الاعلام في فلسطين في ما يتعلق بحل اشكاليات المواطنين.

أخيراً، سيبقى برنامج "مع الناس" حلقة وصل ما بين المواطن والمسؤول، إذ علمت "النشرة"، أنه سيتم استكماله من خلال استضافة مسؤولين فلسطينيين آخرين لإيصال صوت المواطن لهم، إذ كانت انطلاقة هذه الفكرة مع محافظ رام الله والبيرة، وهي المرّة الأولى التي تحدث في فلسطين.

تقرير ​محمد فروانة​ من غزة