أكّد ​المطران عطالله حنا​ رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في ​فلسطين​ أنّ تنظيم "داعش" وكل الجماعات الإرهابية التي تحمل أسماءً إسلامية لكنّ الدين الإسلامي براء منها، هي الجيش السري لـ"إسرائيل" والمخابرات الأميركية، لافتاً إلى أنهم مجندون لخدمة المشروع الصهيوني العنصري في المنطقة العربية ككل.

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، اعتبر حنا أنّ هذه الجماعات هي أعداء للدين ولكافة القيم والأمة العربية، ولكل ما هو حضاري وإنساني في المنطقة بشكل عام، مشيراً إلى أنهم أعداء لدودون للإسلام قبل أن يكونوا أعداء للمسيحية أو للإنسانية أو لغيرها من القيم.

ورأى حنا أن هذه التنظيمات الإرهابية تستهدف المسحيين في المنطقة العربية وغيرهم، مشيراً إلى أن الهدف الأساس مما يقومون به هو تدمير المنطقة العربية خدمة لإسرائيل ومشروعها الصهيوني، مؤكداً على رفضه واستنكاره لكل ما تقوم به هذه الجماعات الإرهابية.

خدمة للمشروع الصهيوني

واعتبر المطران حنّا أن هذه الجماعات تشكل خطراً على كل مكونات الامة العربية، مشيراً إلى أنه "تقع علينا جميعاً مسلمين ومسيحيين مسؤولية التصدي لهذه الجماعات، ليس من خلال التصدي العسكري فهذا متروك للعسكريين، ولكن من خلال التصدي الفكري والثقافي والخطاب الديني من قبل المؤسسات الدينية والثقافية والأكاديمية وغيرها".

وشدّد حنا على ان ما تقوم به "داعش" والجماعات المختلفة لا يستفيد منه إلا الإسرائيليون الذين يريدون تهويد الأرض الفلسطينية والمقدسات ويريدون تدمير المسجد الاقصى، وابتلاع المؤسسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

ولفت إلى أنّ "داعش" وجدت لكي تكون أداة في خدمة المشروع الصهيوني وهؤلاء هم اعداء حقيقيون للدين الاسلامي كما ولكل الديانات والقيم والمبادئ الحضارية.

وتساءل المطران حنا: "من المستفيد من تدمير المنطقة العربية وافراغها من المسيحيين وإثارة الطائفية والفتن سوى إسرائيل التي تريد أن تغرق العرب بالفتن والتصدعات المذهبية والطائفية كي يتسنى لها أن تمرر مشاريعها العنصرية في مدينة القدس؟"

تدمير المنطقة العربية

وفي سياق آخر، اعتبر المطران حنا وهو أيضاً عضو الهيئة المسيحية الإسلامية للدفاع عن القدس، أن الصراع القائم مع إسرائيل، ليس صراعاً دينياً، وإنما صراع بين الاحتلال الاسرائيلي والشعب الفلسطيني الذي يناضل ويتوق من أجل تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية التي يناضل من أجلها وقدم الكثير وضحى بأبنائه لأجلها.

وشدّد حنا على أن هناك جهات اسرائيلية تسعى إلى جعل الصراع دينيًا، لكنّه ليس كذلك، وقال: "نحن كشعب فلسطيني، مسلمين ومسيحيين، نقف في خندق واحد في مواجهة الصهيونية والعنصرية وهذه السياسات الظالمة التي تستهدف شعبنا وأمتنا".

ورأى أن ما يحدث في الشرق الأوسط، هو تدمير ممنهج لكل ما هو عربي في منطقتنا العربية خدمة لإسرائيل، مضيفاً: "نحن اليوم بتنا أبعد عن السلام وإسرائيل هي المستفيد من كل ما يحدث في منطقتنا العربية، وإن كنا نصلي من أجل السلام الا اننا نعتقد أن السلام شيء والاستسلام شيء آخر".

وفي ردّه على سؤال حول الانتخابات الإسرائيلية، اكتفى بالقول: "إنّ هذه الانتخابات لا تعنيني على الإطلاق".