أشار راعي أبرشية البترون المارونية المطران ​منير خيرالله​ خلال قداس الشعانين في كنيسة سيدة الانتقال في تنورين الفوقا، الى أنه "صحيح أن حالنا هي مزرية اليوم في الازمات التي نعيشها في لبنان وفي اوطاننا في الشرق الاوسط، في وسط الحروب وفي وسط الحقد والضغينة والتطرف والتعصب الاعمى، مطلوب منا ان نستقبل يسوع، لكن بأي مجد وبأي إيمان؟ إيماننا بيسوع المسيح ايمان قوي ورجاؤنا به رجاء وطيد، نعرف تماما، من مسيرة كنيستنا وشعبنا ومن تاريخنا، ان المجد الذي ينتظرنا هو مجد القيامة مع المسيح والحياة الابدية. ونعرف ان مجد هذا العالم باطل. ونعرف تماما أننا مع المسيح سننتصر على كل الازمات، سننتصر بعد ان نحمل مع المسيح صليبنا، سننتصر بمجد القيامة، وهذا هو تاريخنا. لا تخافوا إذا، كل ما نتمناه اليوم لأطفالنا الذين يعيدونا استقبال المسيح ، أطفالنا ببراءتهم ومحبتهم وقلوبهم البريئة، نتمنى لهم أياما سعيدة، أياما أفضل من التي نعيش فيها اليوم. نتمنى لهم مستقبلا زاهرا وحياة مليئة بالنشاط، ونتمنى لهم أن يحافظوا على ايمان آبائهم واجدادهم وان يبقوا متمسكين بأرضهم المقدسة. "

وشدد خير الله على اننا "اليوم في مواجهة مسؤوليات بناء مستقبلنا ومسؤول اولادنا ونستطيع معا بتعاوننا وتضامننا وايماننا الكبير، أن نعيد بناء وطننا لبنان، وطنا لهم، وطنا رسالة، كما كان في التاريخ وكما سيبقى رسالة للعالم كله مهما قست عليه الايام"، مؤكداً "لا نخاف من العاصفة التي تمر علينا، ستعبر ، أما نحن فباقون، لا تخافوا المسيح الذي يدخل أرضنا وقلوبنا يقول لنا: لا تخافوا أنا معكم حتى منتهى الدهر، ويقول لنا، نحن ابناء وبنات تنورين، ابناء وبنات منطقة البترون وابرشية القداسة والقديسين، يقول لنا المسيح اليوم في احد الشعانين: لا تخافوا، أدخلوا معي هذا المجد الذي لا بد ان يعبر بالآلام وحمل الصليب والموت لأن بعد كل ذلك قيامة الى حياة جديدة. لا تخافوا، نحن أبناء هذه الارض، نحمل رسالة، رسالة آبائنا القديسين، ونحن في البترون، في مسيرة مجمع أبرشي على خطى آبائنا القديسين، من يوحنا مارون الى القديسة رفقا والقديس نعمة الله والاخ اسطفان نعمه، على خطاهم نتجدد ونتقدس بالمسيح ونريد ان تبقى ارضنا البترونية وان تبقى منطقتنا وابرشيتنا حاملة رسالتها ودعوتها، دعوة القداسة. فتبقى رسالة للقداسة وجميعنا مدعوون أن نتقدس ولا نخاف من مستقبلنا".

وأضاف: "الرب يسوع يتكلم باسم اطفالنا الابرياء، يتكلم الينا جميعا نحن الكبار، ليقول لنا: عودوا الى أصالة ايمانكم والى أصالة تاريخ كنيستكم وصمود شعبكم، عودوا الى دعوتكم الى القداسة، أحبوا بعضكم بعضا لأكم شعب واحد، آمنوا، ترجوا الحياة الجيدة معي، المسيح يقول، وانتم المنتصرون على كل شر وعلى كل بغض لأنكم بالمحبة التي تعيشونها مع بعضكم البعض، تنتصرون وتبنون مستقبلا زاهرا لأولادكم".