هنّأ لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية ايران على إنجاز الإتفاق النووي بعد سنوات من المعاناة والصبر والمواجهة مع الدول الغربية، في ظل حصار سياسي واقتصادي خانق امتدّ لأكثر من ثلاثة عقود، تعرض خلاله الشعب الإيراني لضغوط قاسية ومستمرة في محاولة لإعادته إلى عصر الهيمنة الأميركية-الغربية.

ورأى اللقاء أن هذا الإنجاز التاريخي هو ثمرة نضال طويل خاضه الشعب الإيراني في ظل قيادة واعية وحكيمة وشجاعة، لم تتنازل عن حقوق شعبها في مواجهة كل القوى الاستعمارية، المدعومة دولياًّ من خلال مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة الخاضعة للهيمنة الأميركية.

وشدد اللقاء على أن انتزاع إيران لاعتراف العالم بحقها النووي يؤكد أن التطور العلمي والتكنولوجي ليس حكراً على الدول الغنية, بل هو في متناول جميع الشعوب إذا ما قررت أن تعتمد على نفسها وتتخلص من التبعية، وأن الإرادة الحرة هي التي تصنع تاريخ الأمم من خلال الاستقلال الفعلي والحقيقي عن القوى المستكبرة، كما أن اكتساب الإحترام بين الدول لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال احترام إرادة الشعوب والدفاع عن سيادتها وحريتها ومصالحها، لا سيما وأن الواقع يؤكد أن تمسك إيران بثوابتها السياسية والمبدئية لجهة مناصرة ودعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على شعوب أمتنا، لم يمنعها من تحقيق التقدم في مختلف المجالات، على الرغم من الأثمان الباهظة التي دفعتها بسبب مواقفها التحررية، بل إنها بقيت ثابتة في دعوتها إلى التفاهم والحوار مع محيطها العربي لخدمة قضاياه العادلة والمحقة .

ونوه اللقاء بأهمية الإنجاز الذي تحقق بالنسبة للشعب الإيراني الشقيق, فإنه يدعو الدول العربية للعمل لمصلحة شعوبها، والإقتداء بالجمهورية الإسلامية الإيرانية في التنمية والتطور العلمي والإكتفاء الذاتي، بدلاً من إهدار الأموال الطائلة على مشاريع لا تخدم إلا القوى الأجنبية وتجلب لشعوبنا المآسي والويلات على كافة الصعد، داعياً إياها إلى المبادرة فوراً للتعاون مع إيران والاستفادة من قدراتها وإمكاناتها لما في ذلك من مصلحة عربية وإسلامية، تعيد لهذه الأمة احترامها وتقديرها, بعد الإخفاقات الكبيرة التي مُنيت بها بسبب بعض السياسات الخاطئة.

وأكد على التحالف الإستراتيجي مع إيران الثورة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، نظراً لما يمثله حلف المقاومة من حصن منيع للأُمتين العربية والإسلامية في مواجهة المؤامرات التي تسعى لتطويع المنطقة لصالح الحلف الأميركي-الصهيوني.