ترأس رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ​ميشال قصارجي​ قداسا احتفاليا لمناسبة سبت النور في كنيسة الملاك روفائيل في بعبدا برازيليا، وبارك شعلة الفصح، في حضور ممثلين عن الكنائس من مطارنة ورؤساء طوائف، اكليروس وعلمانيين شخصيات سياسية، ممثلين عن أحزاب وجمعيات وأبناء الطائفة الكلدانية وعائلات مسيحية من العراق وسوريا ومصر.

بعد الانجيل المقدس، ألقى قصارجي عظة شدد فيها على أن "النور يشرق في الظلمات وأن سبت النور تشرق منه أنوار القيامة"، لافتا الى أنه "في هذا اليوم العظيم المقدس، عيد الأعياد وموسم المواسم، تغمر صلاة الكنيسة موجة من الفرح والحبور بقيامة الرب، وتسمو بها الى نشوة روحية تجعلنا نتذوق الى حد ما افراح نعيم السماء".

وأكد أن "قيامة المسيح أساس ايماننا ورجائنا الوطيد لأنها دليل خلاصنا وعربون قيامتنا، وقد قال بولس الرسول: إن كان المسيح لم يقم فإيمانكم باطل، وأنتم بعد في خطاياكم... وإن كان رجاؤنا في المسيح في هذه الحياة فقط، فنحن اشقى الناس أجمعين (1 كورنثوس 15: 17 و 19)". لقد غلب المسيح الخطيئة إذ نال لنا نعمة غفران أبدي وغلب الموت، لأن الموت لم يعد بالنسبة لنا نحن المخلصين نهاية كل شيء، بل أصبح بدء حياة جديدة حقيقية أبدية. بقيامة الرب، غدا كل شيء في الحياة جميلا ذا قيمة أبدية، وما عاد يضيع شيء مما نفعله أو نتحمله مع المخلص. فبقيامة المسيح تجدد كل شيء وتصالحنا مع الله وأصبحنا أبناءه وورثته، ونلنا عربون ميراثنا العتيد بحياة النعمة الإلهية التي نعيشها على نور الإيمان في هذه الحياة الدنيا، بانتظار الحياة الاخرى".

ورأى أن "الأفظع من ذلك أيها الإخوة، أن الذين يرفعون لواء الظلمة الأسود يظنونه شعار النور ومشكاة الحق والهدى ويدخلون ومن معهم في غياهب وثنية جديدة مخيفة. الذين فضلوا الظلمة على النور ليسوا اتباع التطرف الديني التكفيري فحسب ولا دول القرارِ التي تواكبهم وتعبد لهم الطرق المؤدية الى مصالحها الخاصة فقط"، مضيفا: "اتباع الظلمة هم الذين يتغاضون أيضا عن صيانة حقوق الإنسان وكرامته والمدافعة عن أبسط مبادىء التمدن والرقي التي تنادي بها أمم العالم بأسره في المحافل الكونية ولا تحاول العمل بها إلا بين صفوف أبناء قومها وناسها. وهذه علامة أخرى تشير الى الطبقية وعدم المساواة الإجتماعية وقمعِ الحريات الفكرية والدينية التي ما زالت ترخي بظلالها على كوكب الأرض بالرغم من كل التطور العلمي والتقني المزعوم".

وأردف: "يستمر مسلسل تهجير المسيحيين من العراق وسوريا ومصر، على منوال سريع ونشهد يوميا على تدمير كنائس ومعالم تاريخية وثقافية لا تخص العراق وسوريا ومصر وغيرها فحسب بل الحضارة العالمية أيضا، وذوو الشأن والنفوذ في صمت مخجل ومحزن ومؤسف"، مؤكدا أننا "كمسيحيين في هذا الشرق سنبقى وسط العواصف والمحن والمصاعب، سنبقى ونستمر أجراس كنائسنا لن تهدأ ولن تسكت ولن تستكين، وستبقى دوما مبشرة بالقيامة".

وأسف لـ"استمرار مسلسل وصول الأعداد الغفيرة من اللاجئين العراقيين والسوريين الى لبنان يوميا وهم في حاجة الى كل شيء دون أي استثناء، وهم ممنوعون من العمل ولا يتمتعون بأدنى مقومات الرعاية الصحية والتربوية بل يشكون من استغلالهم لا سيما لجهة الإيجارات المرتفعة وعدم إيفائهم لحقوقهم حينما يحالفهم الحظ ويعملون كأجراء لدى احدهم... وقد بلغ عدد العائلات اللاجئة الى لبنان اكثر من 3 الاف والعدد في ازدياد مستمر يوميا".