لم تفرمل او تخفف الجلسة العاشرة للحوار من منسوب التصعيد الكلامي بين حزب الله وتيار المستقبل، رغم محاولة الرئىس نبيه بري العمل لدى الطرفين من اجل تخفيض سقف السجال بينهما.. ويبدو أن هذه الوتيرة من التخاطب ستبقى سائدة لا سيما مع استمرار تصعيد الحرب في اليمن وانسداد الافق حتى الآن لاي حوار أو حل سياسي.

واذا كانت كل من طهران والرياض قد اكدتا للرئيس بري الاسبوع الماضي انهما ما تزالان تؤيدان الحوار واستمراره، إلا ان تداعيات الحرب اليمنية بقيت تفرض نفسها على مواقف كل من حزب الله و«المستقبل» الأمر الذي يؤشر الى استمرار الاحتقان السياسي بينهما.

ووفقاً للمعلومات التي تسربت عن الجلسة ا لأخيرة للحوار فان المتحاورين تبادلا السجال والعتاب حول المواقف الساخنة المتبادلة بينهما على خلفية التطورات اليمنية من دون ان يتوصلا الى نتيجة، الامر الذي أدى الى سلوك محور آخر من النقاش تركز على استكمال الخطوات الامنية التي تساهم في تعزيز الاستقرار على الارض.

وتضيف المعلومات ان ما انتهت اليه الجلسة العاشرة يمكن تلخيصه بأمرين اثنين: اولا التأكيد على ما بدأه المتحاورون لجهة توسيع الخطة الامنية لتشمل مناطق جديدة لتعزيز الامن والاستقرار بصورة عامة.وثانياً مواصلة محاربة وملاحقة المجموعات والعناصر الارهابية في الداخل.

اما في شأن السجال السياسي بين الحزب والمستقبل فانه بقي محيّداً عن مواضيع الحوار، وكأن الطرفين مقتنعان بالاستمرار في هذا المنحى وفي الوقت نفسه بالتوافق على ضبط الوضع الامني وكل ما يتصل بحركة الشارع.

غير أن مثل هذا الاتفاق الضمني ينطوي على مخاطر كان حذر منها الرئيس بري منذ اسبوع حين اعتبر ان الحرب الكلامية المتصاعدة تؤثر على الحوار ومساره، ولذلك سعى الى العمل على خطين: التحرك باتجاه الايرانيين والسعوديين لحماية وتحصين الحوار، والطلب الى حزب الله و«المستقبل» للتخفيف من السجال المتصاعد بينهما طالما ان كل طرف قال ما عنده بشأن الازمة اليمنية، وطالما ان مواقفهما في هذا الشأن باتت معروفة.

واذا كان راعي الحوار لم يوفق حتى الآن في التخفيف من لهجة الطرفين، فانه استطاع أن يأخذ تفويضا جديداً من الداخل والخارج على صعيد الاستمرار في الحوار، والبحث عن السبل التي تدفع باتجاه تحقيق المزيد من النتائج والخطوات الايجابية كما حصل في الجلسات الاولى منه.

وتقول مصادر مطلعة ان الرئىس بري لم ييأس من امكانية النجاح في ضبط السجال المتبادل بين طرفي الحوار، وهو مقتنع ايضا انه في المستطاع ان يحقق هذا الحوار المزيد من الخطوات على الصعيد الامني لا سيما ان الطرفين يدركان اهمية الحرب التي يخوضها الجيش والقوى الامنية ضد الارهاب والمجموعات الارهابية، ويتفقان على دعم هذه المواجهة المستمرة.

وتضيف المصادر انه في ظل هذا المناخ السياسي الملبّد لا بل العاصف ايضا، من الصعب ان ينتقل الحوار لأي ملف سياسي، وبالتالي فان مهمته في هذه المرحلة ستبقى محصورة في شأن البحث بتحقيق المزيد من الاجراءات الامنية التي تضبط الشارع وتحصّن الاستقرار العام في البلاد.

وبرأيها ايضاً ان عجز الحوار عن ولوج الملفات السياسية ومنها الملف الرئاسي، لا يبرر اهمال هذا النهج الذي يحظى بتأييد داخلي وخارجي.. لا بل ان اقتصاره في الوقت الراهن على معالجة الشأن الأمني وتعزيز المعركة ضد الارهاب يعتبر مسألة إيجابية للغاية.

ووفقا للمعلومات المتوافرة لدى المصادر، ان الجلسة المقبلة يفترض ان تبحث من تنفيذ المزيد من الاجراءات الامنية، لاستدراك اي خطر قد يهدد الاستقرار، مع العلم ان القرار الدولي والاقليمي بابقاء لبنان تحت سقف معين من الهدوء يتلاءم ويتوافق مع المنحى الذي يسير فيه الحوار.