نفى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا ​آرام الأول كيشيشيان​ أن يكون الأرمن يعادون تركيا، مشيرًا إلى أنّهم يطالبونها بالاعتراف بالابادة الارمنية وتعويض الاضرار البشرية والمادية، "كي ننطلق في مسيرة جديدة من العيش المشترك".

وأوضح كيشيشيان، في حديث لصحيفة "النهار"، أنّ "القضية الأرمنية قضية عدالة، والذكرى المئوية للإبادة هي تذكير لنا جميعاً، بما في ذلك المجتمع الدولي وتركيا، بأن قضيتنا هي قضية عدالة"، لافتاً إلى أنّ "​الإبادة الأرمنية​ واقع تاريخي لا يمكن إنكاره ولا نسيانه". وقال: "لقد فقدنا، من خلال الإبادة التي خطّط لها جيداً الأتراك العثمانيون في تلك الحقبة ونفّذوها بمنهجية، مليونًا وخمسمئة الف أرمني، وقد تم تدمير آلاف الكنائس والأديرة والمراكز الاجتماعية الأرمنية، بما في ذلك أملاك أرمنية خاصة ومعالم ومقتنيات روحية ودينية وثقافية ذات قيمة كبيرة جداً". وأضاف: "هذه هي الوقائع، لا يستطيع الأرمن أن يلتزموا الصمت أو أن يكونوا لامبالين. فالنضال من أجل العدالة هو جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للشعب الأرمني".

وحيّا كيشيشيان ما وصفه بالموقف الواضح والشجاع الذي اتخذه البابا فرنسيس في موضوع الابادة الأرمنية، مشددا على وجوب أن تبقى الحقيقة فوق ما يُعرَف بـ"المصالح الجيوسياسية". وإذ رأى أنّ كلام البابا ينسجم مع التاريخ، أسف لمحاولة تركيا وضعه في سياق ديني، مشيراً إلى أنّ "هذه المقاربة غير مقبولة، فالإبادة الأرمنية لم تكن مرتبطة بمبادئ أو قيم دينية، بل كانت جزءاً من السياسة والعقيدة البانطورانية التي انتهجها اتحاد "تركيا الفتاة" في الأمبراطورية العثمانية". وقال: "بحسب هذه العقيدة، يجب أن تكون كل الدول والشعوب الخاضعة للأمبراطورية العثمانية، ذات الأصول الإثنية والثقافية التركية، جزءاً من أمبراطورية واحدة هي الأمبراطورية العثمانية. كان الأرمن عائقاً أمام هذا المخطط، لأنهم كانوا يملكون حضوراً راسخاً ومنظّماً جداً في الامبراطورية العثمانية".

وأمل كيشيشيان من المجتمع الدولي اتخاذ موقف جازم من الإبادة الأرمنية، ليس فقط من أجل الاعتراف بهذه الواقعة التاريخية، إنما أيضاً للحؤول دون وقوع إبادات، وفظائع ومجازر جديدة". ورأى أنّ "التاريخ يكرّر نفسه من خلال ما يحدث في سوريا والعراق ضد الأقليات، بمن فيهم المسيحيون"، وأضاف: "يجب أن تخرج الأديان عن صمتها".