السؤال الذي يطرحه كل حريص ومتابع لما يجري في اليمن والمنطقة العربية كلها هو: إلى أين يمكن أن تُفضي هذه الحرب على اليمن؟ وما الذي يمكن أن تجنيه المملكة من هذه الحرب؟ وما هي انعكاسات هذه الحرب على المنطقة كلها، والتي تشتعل من المحيط إلى الخليج؟

- لا شك أن المملكة لم تحقق أياً من الأهداف المزعومة التي وضعتها للحرب، فلا هي طردت الإيرانيين من اليمن، ولا أعادت عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، ولا قضت على الحوثيين، ولا أعادت الاستقرار إلى اليمن.

- ما حصل هو نقيض كل تلك الأهداف تماماً، فقد طرحت إيران مشروعاً للحل السياسي قبل أي دولة أخرى في الإقليم، وبات الحوثيون (أنصار الله) أقوى بكثير من السابق، فهم يسيطرون على معظم مساحة اليمن، كما بات من المستحيل عودة عبد ربه منصور هادي إلى السلطة.

- لقد تحوّلت أهداف الحرب إلى مجرد استهداف للمدنيين والمنشآت اليمنية المختلفة، من دون أي تغيير في موازين القوى العسكرية الداخلية في اليمن، لا بل إن المسفيد الأكبر مما حصل هو تنظيم "القاعدة".

في المحصلة، لن تجني المملكة من الحرب - مهما كانت نتائجها - سوى كراهية الشعب اليمني، ولن تجني من عملياتها سوى المزيد من تدمير اليمن، وليس هناك أي فائدة من وعود إعادة الإعمار، في ظل استمرار القصف والتدمير، ولن تتمكن المملكة من القضاءعلى نفوذ إيران، ولا على عرقلة التفاهم النووي بينها وبين الغرب، ولا على جرّها إلى حرب في المنطقة، ويبدو أن الولايات المتحدة التي تنسّق مع المملكة في هذه الحرب، ليست مهتمة كثيراً بما يمكن أن تحققه المملكة من نتائج، فما يهمّ الولايات المتحدة هو أن تبقى المنطقة في حال من الصراع والشقاق والصدامات المذهبية، وتحويل العداء من "إسرائيل" إلى إيران، والحرب على اليمن تحقق الكثير من هذه الاهداف.

لذا، يجب الاعتراف بأن ما حصل هو "مغامرة سعودية"، لا بد من التراجع عنها قبل استفحال تداعياتها السلبية، وهذا يعني أن تعترف المملكة بأن موازين القوى قد تغيّرت في الداخل اليمني، وأن اليمن لم يعد كما كان في السابق؛ حديقة خلفية لنفوذها، بل دولة مستقلة تتطلع إلى سيادتها بعيداً من الهيمنة السعودية التاريخية، وما قاله "بن عمر"؛ المبعوث الأممي إلى اليمن من أن التفاهم السياسي كان على وشك التحقق قبل الحرب السعودية، دليل على أن اليمنيين بمقدورهم تحقيق التفاهم في ما بينهم من دون أي وصاية خارجية، وهذا هوالحل المطلوب في اليمن.