أشار سفير اندونيسيا في لبنان احمد خازن خميدي بعد لقائه البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي الى ان "الراعي يمثل رمزا وطنيا مهما في لبنان، انه ودود ومنفتح على الآخر ودوره بالغ الأهمية على الساحتين المحلية والدولية. ولبنان نظرا لتعدد الاديان فيه يحتاج لقائد قوي يمكنه حماية ودعم هذا التوازن بين الأديان وصاحب الغبطة يمتاز بهذه الصفة للحفاظ على هذا التوازن".
واوضح ان "لبنان الغني بثقافته المتنوعة ودياناته المتعددة يتشارك مع بلدنا في هذه الميزة حيث تعدد الديانات والثقافات والحضارات، ونحن نعمل على تطوير وتفعيل هذه القيم والمزايا المشتركة لتثبيتها في عالم التمدن والحضارة، ففي اندونيسيا غالبية السكان هم من المسلمين السنّة المعتدلين ويعيش معهم نحو 15% من المسيحيين عدا الديانات الأخرى. جميعهم يتمتع بحرية الدين والمعتقد ويعيشون بتناغم فيما بينهم".
واكد ان "صيغة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في لبنان تنقذ هذا البلد من اسوأ المخاطر. وفي هذا الإطار لقد تأثرت بتجسيد صاحب الغبطة للمشهد في لبنان على انه اشبه بطير يطير بجناحين احدهما مسلم والآخر مسيحي وهو لا يمكنه التحليق الا بفضلهما لذلك هناك ضرورة كبيرة للحفاظ على هذا التوازن كي لا يقع لبنان ارضا ويصبح فريسة سهلة لمن يضمر له الشر. وبالتالي يتوجب على اللبنانيين جميعا الحفاظ على هذا التوازن".
وشدد على ان "اندونيسا معنية هي ايضا بضمان استقرار لبنان واستتباب امنه لذلك هي من الدول المشاركة في قوات حفظ السلام سواء في البر اي في الجنوب اللبناني او في البحر حيث تتواجد سفينة حربية اندونيسية في اطار مهمة حفظ السلام. ولبنان راسخ في الذاكرة الإندونيسية فاندونيسيا لا تنسى ابدا العلاقة التاريخية التي تربطها به فهو البلد الثالث في العالم الذي اعترف باستقلال اندونيسيا وذلك على عهد بشارة الخوري، لذلك من المهم تطوير العلاقة بين بلدينا على مختلف المستويات".
كما التقى الراعي رئيس إتّحاد بلديات جزين خليل حرفوش الذي وجه له دعوة لزيارة منطقة جزين وتبريك تمثال البطريرك المعوشي تخليداً لذكراه، آملا ان طتحل النعمة على هذه المنطقة وباقي المناطق اللبنانية لكي تشهد النمو والتطور على كافة الأصعدة".
كما استقبل مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد ادمون فاضل، ثم رئيس بلدية عمشيت أنطوان عيسى وزوجته، وأعرب عيسى عن قلقه "حيال ما آلت اليه الأوضاع في لبنان والمنطقة ولا سيما مسألة النزوح المسيحي من العراق وسوريا"، لافتا إلى ان "هذا التّغيير الجيوسياسي والديمغرافي الذي تشهده المنطقة يثير الريبة ولكن ارادة المسيحيين في البقاء وتجذرهم في ارض اجدادهم اقوى من اي مخطط وامتن من اي زعزعة".
ومن زوار الصرح رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش على رأس وفد ضم اعضاء مجلس ادارة الجامعة وقد قدم دكاش لصاحب الغبطة دعوة لترؤس حفل توزيع الشهادات على طلاب كليات الحقوق والعلوم السياسية والإقتصاد في 23 تموز المقبل في حرم كلية العلوم الطبيعية، لمناسبة ذكرى مرور 140 سنة على تأسيس الجامعة اليسوعية.
كا قدم لغبطته كتاب "المسيحيون والشّعب اللّبناني في أيام الحرب العالمية الأولى 1914-"1918، وهو من أرشيف الآباء اليسوعيين.
ثم استقبل الراعي وفدا من هيئة التنسيق النقابية وكان عرض لأبرز العقبات التي تعترض مسألة اقرار سلسلة الرتب والرواتب، وتاكيد على ان هذه السلسلة هي واجب على الدولة ان تؤمنه لأبنائها وان هذا الموضوع هو وطني بامتياز لأنه يتعلق بالقطاعات التي تقدم خدماتها لكل لبنان وهي التي حافظت على استقرار وامن هذا البلد كما انها ثابرت على الرغم من الإجحاف الكبير اللاحق بحقها على زرع العلم والمعرفة في نفوس وعقول الأجيال اللبنانية".
هذا والتقى الراعي المحامية غرازييلا معكرون زوجة سفير لبنان في ارمينيا جان معكرون لإلتماس البركة ونقل الأجواء المؤثرة التي تركتها زيارة غبطته الاخيرة الى ارمينيا في ذكرى الإبادة الأرمينية.