أشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الكسي بوشكوف بعد لقائه رئيس الحكومة السابق، إلى ان "اللقاء كان مهما جدا نظرا للوضع الخطير الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط، وبالطبع فان روسيا مهتمة الى أقصى حد باستقرار الأوضاع هناك خصوصا في ظل المواجهات التي تحصل بين اكثر من جهة وعلى اكثر من صعيد. وانا لا اعتقد انه من الممكن لدولة بمفردها ان تجد الحل للتوصل الى الاستقرار في هذه المنطقة".

ولفت إلى ان "روسيا كانت الى حد ما غائبة عن المنطقة على مدى عشرين عاما، لانها كانت منشغلة بمسائل داخلية منها الاقتصاد، وقد سمحنا للولايات المتحدة بان تجد حلولا للصراعات فكانت النتائج مخيبة للغاية، بحيث اننا لم نر اي جديد قد تحقق بالنسبة للقضية الفلسطينية، كما رأينا ان العراق اصبح محتلا ومقسما اضافة الى قيام الدولة الاسلامية التي جاءت نتيجة لبعض السياسات الأميركية المتبعة، وكذلك تزايدا واضحا في حالات اللا استقرار كما في ليبيا واليمن وسوريا. لذا فان روسيا تنوي لعب دور اكبر في المنطقة، وفي هذا الإطار جاءت زيارة الرئيس الروسي الى مصر وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى موسكو لتشكل خرقا، مما يؤشر الى قيام علاقات جديدة بين البلدين، وانا اعتقد ان هذه العلاقات ستتطور بشكل سريع الان".

ورأى ان "لبنان يشكل مثالا فريدا للتعايش بين مختلف الطوائف والاتنيات في بلد واحد على قواعد معقولة، ويمكن لهذا البلد ان يشكل مثالا يحتذى به لدول اخرى خصوصا في الشرق الأوسط الذي تشهد الكثير من بلدانه مواجهات بين مختلف مكوناتها. ان لبنان ليس اكبر دولة في المنطقة، ولكنه من بين الأهم، ولهذا السبب لطالما أولينا أهمية كبيرة لعلاقاتنا معه، ووقفنا الى جانب الشعب اللبناني في مواجهته لشتى انواع التدخلات كما حدث خلال الاعتداءات الاسرائيلية، ونحن مهتمون كثيرا باستقراره وسرعة تطوره، واستقبال الرئيس فلاديمير بوتين للحريري يشكل دليلا واضحا على الأهمية الكبيرة التي نوليها لبلادكم".

من جهة أخرى، اعتبر ان "المسالة السورية معقدة جدا، وعندما زرت سوريا لاحظت انه حتى الذين لا يحبون الرئيس بشار الأسد من سكان الشام يخافون من الذين يحاربون في شمال البلاد، كما اعرف ان هناك شريحة كبيرة من الشعب السوري تطالب برحيل الرئيس الأسد. هناك انقسام داخلي كبير جدا داخل البلاد على مستقبل الحكم في سوريا، والشرط الاساسي الذي لا غنى عنه للتوصل الى اتفاق بشأن سوريا هو ان لا تشارك قوى التطرف الاسلامي كجبهة النصرة وداعش بالحكم في سوريا، وهو امر مرفوض بالمطلق".