اعتبر سفير دولة فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية، أن تنصيب راهبتين فلسطينيتين في الفاتيكان هي لفتة من قداسة البابا فرنسيس الأول لفلسطين وشعبها وقياداتها، وتأتي تتويجًا لزيارته التي قام بها العام الماضي ودعا خلالها من قلب الأرض المقدسة إلى السلام، وأكّد على أن أرض فلسطين مقدسة ومن الضروري أن تبنى فيها القصور وليس الجدار الفاصل، وشدد على وقوفه مع آلام وعذابات الشعب الفلسطيني.
وفي حديث خاص مع مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، شدّد قسيسية على أن الراهبتين المزمع تقديسهما في روما، تمثلان قمة العطاء والتضحية ولهما الدور الكبير في المجتمع الفلسطيني كجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني، موضحاً أن الفلسطينيين اليوم يفخرون بالقديستين حيث لا تزال بصماتهما الإيمانية على أرض الواقع من خلال دير الكرمل في وسط بيت لحم ومدارس الوردية المنتشرة في مختلف الدول العربية والأراضي المقدسة، حيث ركزتا على دور المرأة في بناء الدولة الحضارية، وتحقيق العدل والمساواة والمواطنة، مشدداً على أن اختيار قداسة البابا للراهبتين له دلالات كثيرة وواضحة.
"عرس فلسطيني" في روما
ولفت قسيسية، إلى أنّه منذ قرون لم يتم تقديس انسان من الأراضي المقدسة وأرض المسيح التي ولد وصلب ومات وقام فيها. وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقي والوفد المرافق له من القيادات والمسؤولين الفلسطينيين مع الحبر الأعظم وسيحضر احتفال التقديس، ويلتقي بالرئيس الإيطالي "سيرجو ماتاريلا"، ورئيس وزرائه "ماتيو رينزي" غدا وسيبحث معهما آخر الأوضاع والمستجدات السياسية، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين.
واذ وصف قسيسية احتفال التقديس في ساحة القديس بطرس في روما بالعرس الوطني الفلسطيني وللعالم العربي، لفت الى أن الحضور الشعبي سيكون كثيفًا هناك احتفالاً بهذه المناسبة، ولفت الى وجود برامج احتفالية مختلفة أعدت في فلسطين والأردن وبيروت معتبراً أنّ ذلك مفخرة فلسطينية عربية على مستوى القداسة والإخلاص.
كلمة فلسطين ستسمع
ورأى أن ما يحصل هو هدية كبيرة ودلالة على أن الأرض المقدسة منبع القداسة والديانات والمحبة وجسر العدل والسلام.
وفي وقت شدد السفير الفلسطيني على أهميّة اللفتة الفاتيكانيّة لجذب أنظار العالم إلى فلسطين والشرق الأوسط، أشار إلى ان كلمة فلسطين ستسمع في روما، ما يؤكّد على أن الوجود المسيحي في فلسطين حاضراً ومتجذراً، ويعطي رسالة بأن الشعب الفلسطيني يستحق العيش بحرية وسلام.
علاقة متينة
وفي السياق عينه، شدّد قسيسية على أنّ العلاقة بين فلسطين والفاتيكان، وطيدة ومتينة مستمرة منذ السبعينات، مذكّرًا بالاتفاقية بين التي وقعت عام 2000 بين الجانبين، بعد مفاوضات مكثفة اتفقا فيها على تعميق العلاقة والحفاظ على وجود الكنيسة الكاثوليكية والمحلية في فلسطين وحمايتها، من مبدأ التأكيد على مقولة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات المشهورة: "فلسطين من غير الوجود المسيحي ليست فلسطين"، إذ عليها بنيت العلاقات منذ ذلك الزمن.
ووصف مواقف الكرسي الرسولي في الأمم المتحدة حيال حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ودعم استقلاليته بالمشرّفة وتأكيد على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.
وخلص قسيسية بالقول أن الرسالة الفلسطينية لا تختلف بمعانيها عما يجاهر به الرئيس محمود عباس، في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة مخاض التنكيل والقتل ورفض الآخر، "انّ فلطسين تثبت وتعزز النسيج الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه والعلاقة مستمرة بشكل سيتطوّر أكثر.