اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير أعدته حول التفجير الانتحاري في مسجد علي بن أبي طالب في ​القطيف​ والذي استهدف المصلين أثناء صلاة الجمعة بما أسفر عن سقوط ما يربو على 21 قتيلا وأكثر من 80 جريحًا من الضحايا الأبرياء، بأن التفجير تكتيك جديد لتنظيم داعش الإرهابي كونه يستهدف السعودية على صعيدين: توجه التنظيم نحو تجنيد الشبان صغار السن إلكترونيًا، والصعيد الثاني توجيه أولئك الشبان بعدم السفر إلى سوريا والعراق لممارسة العمليات الإرهابية هناك، والبقاء – بدلا من ذلك- في بلدانهم للقيام بالعمليات الإرهابية في الداخل.

وكشف التقرير عن هذا التكتيك الجديد لداعش من خلال قصة الشاب يزيد بن محمد عبد الرحمن أبو نيان على إثر فشله في إكمال تعليمه في الولايات المتحدة، وحيث غرر به بعد ذلك من قبل بعض معارفه ليلتحق بداعش بعد عدم تمكنه من التسلل إلى سوريا، ليتم القبض عليه في 24 نيسان الماضي بتهمة إطلاق النار على جنديين في الرياض وسقوطهما قتيلين، ليتضح فيما بعد وفقًا للمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي بأنه اقترف هذه الجريمة النكراء بعد تلقيه أوامر بذلك من قبل عناصر من تنظيم داعش الإرهابي.

واعتبر التقرير أن جريمة القطيف تهدف بالدرجة الأولى إلى إثارة الاضطرابات الطائفية في المملكة، وإلى محاولة زعزعة أمنها واستقرارها، مضيفًا أنه تم اعتقال ما يربو على مئة عنصر في المملكة "لهم علاقة بالتنظيم" في غضون الأشهر القليلة الماضية.

وعزا التقرير انخراط مثل أولئك الشبان من صغار السن في التنظيم إلى أسباب عدة من أهمها الفشل واليأس والاضطرابات العائلية والرغبة في تأكيد الذات، واختتم التقرير بالقول إن السلطات السعودية بادرت على الفور وبعد بضعة دقائق من تلك الجريمة الشنعاء في جمع المعلومات، وتتبع العناصر التي تقف وراءها ، فيما أدان المسؤولون السعوديون وأفراد الشعب من كل المناطق هذا العمل الإجرامي، الذي يهدف إلى زرع الفتنة الطائفية بين أبناء المملكة.