لفت مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي ​غوردون براون​ الى أن بدأ العد التنازلي لبدء العام الدراسي الجديد في بيروت، داعياً المجتمع الدولي الى اتخاذ إجراءات ليتسنى للأطفال اللاجئين السوريين العودة إلى المدرسة، معيدا إطلاق ندائه للمطالبة بدعم إنساني للتعليم في حالات الطوارى.

وفي بيان "لليونيسف"، أوضح أن "براون سلط الضوء في بيروت على محنة الأطفال اللاجئين السوريين الذين هم حاليا خارج المدارس، فقد كان براون قوة دافعة وراء مبادرة "لا لضياع الجيل" لضمان عدم خسارة هؤلاء الشباب تعليمهم، مشيرةً الى انه التقى خلال زيارته التي إستمرت يومين، برئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم العالي وزار شبابا سوريين خارج المدارس، بالإضافة إلى حضوره تجمع شبابي، كما زار مدرسة لبنانية تستخدم نموذج "دوام ما بعد الظهر" يرتادها أطفال سوريون خلال فترة ما بعد الظهر، ويقوم المبعوث الخاص منذ تشرين الأول 2013 بحملة لتطبيق هذا النموذج في جميع أنحاء البلاد.

وبدوره أكد براون انه "لقد أسفر الصراع السوري الطويل الذي دام أربع سنوات عن أكبر أزمة لاجئين منذ 20 عاما، فلبنان يستضيف أكثر من مليون لاجىء وأكثر من 400 الف من هؤلاء اللاجئين أطفال، لذلك يجب أن نضمن سوية أن جيلا كاملا من الأطفال السوريين لن يدفع الثمن بسبب إهمال تعليمهم، فيجبر الأطفال الذين هم خارج المدارس على العمل ويرغمون على الزواج المبكر ويساقون إلى أحضان المتطرفين"، مشيراً الى أنه ليس هناك حد أدنى لسن الزواج في لبنان وتتعرض الفتيات اللاجئات السوريات بشكل خاص لخطر الزواج القسري، فالقانون في سوريا لا يسمح بالزواج لمن هن أقل من 16 سنة.

ولفت الى انه "لقد أظهر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، قيادة هائلة في حشد المجتمع اللبناني والدولي لتوفير التعليم لجميع اللاجئين السوريين، وها نحن قبل ثلاثة أشهر فقط من بدء العام الدراسي الجديد بحاجة إلى المجتمع الدولي لتقديم الدعم للحكومة حتى تتمكن من تنفيذ الخطة المتفق عليها لتوفير التعليم للاجئين والأطفال الأكثر ضعفا في البلاد"، مشدداً على "اننا يجب أن نعمل الآن قبل فوات الأوان أي قبل أن يفقد مئات الآلاف من الأطفال الأمل".

ورأى أن "هذه قضية اختبار للمجتمع الدولي الذي يترنح الآن تحت ثقل إضافة 19 مليون طفل نازح و 7.5 مليون طفل لاجىء جديد في العالم، لدينا في لبنان مئات الآلاف من التلامذة والآلاف من المدارس والمعلمين - إذا لم نتمكن من التحرك هنا، فأين؟ اذا ليس الآن، متى؟"، مؤكداً انه ""يجب أن نمنع وقوع مأساة مثل هذه مرة أخرى، فعلى المجتمع الدولي أن يدعم الأطفال في لبنان وحول العالم مع صندوق تمويلي إنساني عالمي جديد للتعليم في حالات الطوارىء".