على الرغم من مرور خمسة أيام، على مجزرة قلب لوزة التي ارتكبتها "جبهة النصرة" بحق مواطنين دروز في ريف إدلب بسوريا، غير ان تداعيات هذه المجزرة لم تنته بعد.

ووسط تضارب في المواقف على صعيد الأحزاب والشخصيات الدرزية في لبنان، بين مطالب بالتهدئة وضرورة الذهاب بإتجاه حل سياسي عبر التواصل مع الحكومة التركية، وبين المطالبين بالتصعيد وعدم السكوت على الضيم، يبقى الأهم الوقوف عند ما يريده اهالي جبل السماق، المعنيين أكثر من غيرهم بأحوالهم وطريقة تسيير أمورهم.

ماذا يريد اهالي جبل السماق؟ سؤال يجيب عليه مصدر من بلدة كفتين المجاورة لقلب لوزة قائلا: "في هذا الوقت لا ينفعنا سوى ممارسة الضغط على الحكومة التركية، لأنه وبرأينا هذه الطريقة الأفضل لتحصين وضعنا، ومنع وقوع مجازر أخرى بحقنا، ريثما تتحسن الأمور في المستقبل".

يركز المصدر، "على ضرورة تولي حركة أحرار الشام مسؤولية البلدات الدرزية في جبل السماق بالوقت الحالي بدلا من جبهة النصرة، فالعلاقة مع أحرار الشام أفضل من النصرة، وهذا امر يمكن للسلطات التركية ان تلعب دورا كبيرا فيه، بحال ارادت تقديم المساعدة لطائفة الموحدين الدروز"، كاشفا "ان ابناء بلدتين على الأقل في جبل السماق أقاموا مراكز لأحرار الشام بعد وقوع مجزرة قلب لوزة، لمنع استمرار سيطرة النصرة".

المصدر يدعم نظريته بالبيان الذي اصدره وجهاء البلدات الدرزية، والذين طالبوا من خلاله، جيش الفتح ممثلا بحركة أحرار الشام، بإقامة مراكز أمنية له في البلدات الدرزية، والعمل على منع وقوع إرتكابات بحق أبناء طائفة الموحدين المسلمين الدروز في ريف إدلب.

بين مطالبات الأهالي وردة الفعل المنتظر صدورها عن الحكومة التركية، هل تسطر مجزرة قلب لوزة نهاية معاناة دروز جبل السماق، أم أن ما حدث لا يعدو عن كونه بداية لحلقات دموية، لا تنتهي إلا بتغريبة إدلبية تخرج دروز تلك المنطقة من ارضهم بعد أكثر من الف عام على وجودهم فيها؟