عندما أطلق مشروع بناء التجمع السكني في بعبدات، توقع رئيس جمعية "دعم الشباب اللبناني" ​شربل شواح​ ان تتم محاربته ومحاربة فكرة الجمعية القائمة على بيع شقق للشباب بأسعار منخفضة، وذلك لأن هذا النوع من المشاريع ان انتشر سيسبب ازمة لكبار المتمولين المسيطرين على قطاع البناء في لبنان. وما توقعه شواح حصل، حيث علمت "النشرة" أنّ أهالي القنابة بسفرين الزاهرية قدّموا إلى المديرية العامة للتنظيم المدني اعتراضاً على ترخيص مشروع بناء يتضمن 600 وحدة سكنية في بلدتهم التي هي عبارة عن ثلاث قرى صغيرة تضمّ عدداً قليلاً من السكان، لكونه "يلحق بهم أضراراً فادحة"، كما جاء فينصّ الشكوى التي أرسلها الأهالي، وحصلت "النشرة" على نسخةٍ منها.

وفي حين كان رئيس ​بلدية بعبدات​ الدكتور ​نبيل سلهب​ من الموقّعين على الشكوى، فقد أوضح في حديث لـ"النشرة" أنه لا يعترض على المشروع ككلّ كما يحاول البعض تصوير الامر، مشيرا الى ان اعتراضه هو على تأثير المشروع على بعبدات وطرقاتها التي تغص بالسيارات، سائلا: "اذا زدنا على الطرقات 500 سيارة يوميا فكيف ستكون النتيجة؟". واضاف: "خوفنا هو ان يبدأ المشروع قبل شق الطرقات وتأمين البنى التحتية اللازمة له، فالاخيرة ان تأمنت فلا مشكلة لدينا نحن كبلدية بعبدات".

الهاجس نفسه يحضر لدى عضو الهيئة الاختيارية في القنابة-بسفرين الزاهرية ​هنري غصوب​، الذي شدّد من جهته في حديث لـ"النشرة" على استحالة تنفيذ هذا المشروع في قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 400 نسمة، مشيرا الى ان القرية لا تملك مقومات نجاح مشروع بهذا الحجم. وقال: "لا الطرقات ولا الكهرباء ولا خطوط الماء والهاتف تتحمل المشروع"، لافتا الى أن من شأن 600 وحدة سكنية ان تغير ديمغرافيا البلدة.

واضاف غصوب: "بالاضافة الى ما سبق فإن اصحاب المشروع اعلنوا انه سيقام في بلدة بعبدات، الا ان الحقيقة هي ان الارض تقع في نطاق قريتنا التي تبعد عن بعبدات مسافة 20 دقيقة"، مشيرا الى ان من حق المواطن الذي يريد الشراء ان يعرف حقيقة المكان. وتوقع غصوب ان يكون في المشروع قطبة مخفية، اذ كيف يعقل ان يوضع حجر الاساس بعد شهرين، ورخصة المجلس الاعلى للتنظيم المدني تحتاج لسنوات؟

وازاء هذا الواقع المستجد، أكد رئيس جمعية "دعم الشباب اللبناني" شربل شواح في حديث لـ"النشرة" ان الجمعية قصدت المجلس الاعلى للتنظيم المدني قبل البدء بأي اجراءات لانها تعلم ان مشاريع ضخمة كهذا المشروع لا بد وان تحصل على موافقة مبدئية من المجلس وهذا ما حصل. واضاف: "المجلس الاعلى للتنظيم المدني تحدث معنا عن مواصفات معينة لا بدّ للمشروع ان يحملها، وهي انشاء طرقات ومحطة صغيرة لتكرير المياه الآثنة"، لافتا الى ان هذه الامور هي اساسية لمشروع بهذا الحجم، وبالتالي ان اعتراض الاهالي على هذه النقطة ليس بمحله على الاطلاق.

كما اعاد شواح التذكير بأن البناء سيكون على مساحة 30 بالمئة فقط من مساحة الارض والباقي سيخصص للمساحات الخضراء وهذا ما يدحض ادعاء البعض بأن المشروع سيقضي على المساحات الخضراء في المنطقة. واضاف: "ان السبب الاساسي للاعتراض هو انخفاض اسعار الشقق في مشروعنا وهوما يؤثر على الاراضي المجاورة التي تزيد الاسعار فيها عنا حوالي اربعة اضعاف". وقال شواح: "في سياق الحملات سمعنا منذ فترة حديثا عن اننا نريد تمليك الشقق للاجانب وذلك رغم كل التوضيحات الموجودة على صفحة المشروع"، مشيرا الى ان الجمعية تعمل وفق القانون ولن تحيد عنه ابدا، علمًا أنّ الجمعية ستقوم بزيارة رئيس بلدية بعبدات في الايام المقبلة للوقوف على حقيقة ما يجري، بحسب ما علمت "النشرة".

يساهم هذا المشروع ان ابصر النور ضمن مواصفات التنظيم المدني بوضع اللُبنة الاولى لحل مشكلة تملّك الشباب اللبناني للشقق، ولكن هل ما يجري من اعتراض هو بسبب المواصفات أم لأسباب اخرى قد تتضح معالمها قريبا؟