أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم للرُّوم الملكيّين الكاثوليك البطريرك ​غريغوريوس الثالث لحام​ خلال استقبال صاحب الغبطة والقداسة مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مع الوفد المرافق إلى سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في المقرّ البطريركي في عين تراز،ما أطيب وما ألذَّ أن يسكن الإخوة ومعًا، مشيراً الى "اننا نسمع كلام سيدنا ومخلِّصنا يسوع المسيح يقول لنا: "حيثما اجتمع ثنان أو ثلاثة باسمي أكون بينهم"، ومع صلواتنا الطقسيَّة نقول: "أنَّ نعمة الروح القدس جمعتنا".

وأعرب البطريرك غريغوريوس الثالث لحام عن سروره وترحيبه لهذه الزيارة، مشيراً الى "انها أول زيارة "سينودسيَّة" من كنيستكم المقدَّسة إلى كنيستنا، وقد سبقنا وزرناكم في سينودسكم المقدّس يوم 13 الجاري"، مؤكداً ان هذا هو عمل الروح القدس الذي يرشدنا إلى كلّ الحقّ، وإلى المحبَّة والشركة الروحيَّة المقدَّسة".

وأوضح "أنَّنا نشعر حقًا أنَّ ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرِّقنا، كما كان يردِّد قداسة البابا القدّيس يوحنا الثالث والعشرون"، مشيراً الى أن "هذا نؤكِّده عقائديًا وروحيًا وطقسيًاوإيمانيًا وراعويًا وإنسانياً"، معتبراً

أنها "حقاًَ نعمة من الروح القدس وبهذا نحقِّق ولو بنوعٍ غير مكتمل صلاة يسوع الحارَّة قبيل آلامه المجيدة، يا أبتاه، أن يكونوا واحدًا كما نحن واحد".

ولفت الى "اننا كم نحن بحاجة إلى هذه الوحدة، نحن القطيع الصغير، وصاحب الدور الكبير في المشرق"، مشيراً الى "اننا كنَّا نتواصل مع سلفكم المثلَّث الرحمة البطريرك مار أغناطيوس زكا عيواص بروح من الصداقة والمودَّة، وقد فاتحته بشأن تطوير علاقاتنا الأخويَّة الكنسيَّة والرعويَّة، وقدَّمت أيضًا لغبطتكم اقتراحًا بهذا الشأن، ولاسيَّما بما يتعلَّق بتطبيق الإعلان بين الكنيسة الكاثوليكيَّة وكنيستكم عام 1984".

وأشار الى أن "أجمل ما جاء في جوابكم على هذه المبادرة، حيث قلتم: يهمّنا هذا الموضوع كثيرًا، لأنَّه يطال الناحية الرعويَّة لخدمتنا التي نوليها أهميَّة كبرى، وقد اقترحتم أن نعلن عنه بعد توقيعه بالطريقة الإعلاميَّة المناسبة، لكي يعمَّم على رعايا كنيستنا، ويكون نموذجًا للعالم من خلال وسائل الإعلام"، مؤكداً "اننا سندرس هذا الموضوع في سينودسنا المقدّس الحالي".

وأوضح البطريرك غريغوريوس الثالث لحام "أننا نفرح بكم ونفرح معًا بنعمة المحبَّة الأخويَّة التي تجمع بين قلوبنا وتعمر بها قلوب أبناء رعايانا،وأقول لكم إنَّني أحبّكم وأقول لكم باسم أبنائنا: أنَّنا نحبّكم، ونحبّ كنيستكم المقدَّسة"، مشيراً الى انه كتب سلفكم المثلَّث الرحمة البطريرك مار أغناطيوس زكا عيواص الأول في سياق الاتفاق بين كنيسة السريان الأرثوذكس وكنيسة الروم الأرثوذكس الذي وقع عام 1991، هذه الجملة "إأَّنا على يقين أنَّ هذا التوجُّه (الاتفاق بين الكنيستين) هو من الروح القدس الكليّ قدسه، وهو يعطي الوجه المسيحي الشرقي نصاعة وتألُّقًا طالما افتقر إليهما في القرون الخوالي".

وأعرب عن شكره على هذا اليوم المبارك، معرباً عن "تضامننا في الذكرى المئويَّة للإبادة السريانيَّة "سيفو"، وكلّنا شهداء وكلّنا إخوة، رحم الله الشهداء وأعطانا نعمة الصمود والتصميم على البقاء".

وأوضح أن قداسة البابا فرنسيس شكرنا مثنِّيًا على الشراكة الأخويَّة التي تجمع بين بطاركة الشرق من جميع الطوائف، قائلاً: "تشكّل الشركة المعاشة فيما بينكم، ضمن إطار الأخوّة والبساطة، علامةً لملكوت الله، وإني مسرور حيال العلاقات الجيدة والتعاون القائم بين بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية وتلك الأرثوذكسية، وبين مؤمني مختلف الكنائس، إن الآلام التي يعاني منها المسيحيون تقدّم إسهاما لقضية الوحدة لا يُقدّر بثمن، إنها مسكونية الدم التي تتطلّب استسلاما واثقا لعمل الروح القدس".

وأشار الى أن "اليوم في هذا الاجتماع المبارك نتوجَّه إلى رعايانا، لاسيَّما في سورية والعراق ونؤكِّد لهم أنَّنا كرعاة على مثال الراعي الصالح نبذل نفسنا عن الخراف، ونريد أن نبقى إلى جانبهم"، آملاً أن تتابع وقداستكم المساعي الكنسيّة الحقيقيّة لأجل رعايانا ومواطنينا ولأجل السلام الذي هو أهمُّ العناصرِ لوقف الهجرةِ المستشرية بين رعايانا، ونريدُ أن نجولَ في العالم شرقًا وغربًا حاملين رسالة السلام لكي يسجِّلَ التاريخُ أنَّ الكنيسةَ في هذه المأساة الكونية كانت الأكثر سعيًا لأجل السلام، وبهذا تتمّ وصيةُ معلِّمنا السيد المسيح: "طوبى لصانعي السلام فإنّهم أبناء الله يدعون".

ولفت البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الى "أنّكم ستزورون قداسةَ البابا فرنسيس الجمعة القادمة، نأمل أن تبلغوه سلامنا، فرحتُنا كبيرة أن نسير معًا ومع قداسته لأجل تحقيقِ أمنيةٍ غاليةٍ على جميع رعايانا ألا وهي توحيدُ وتحديدُ تاريخِ عيدِ القيامةِ المجيدة".