اوضح الوزير الفرنسي السابق برونو لومير ان الهدف الأول لزيارته الى زحلة ولبنان هو تفقد مخيمات النازحين السوريين، مؤكدا ان "فرنسا لن تسمح بسقوط المسيحيين في الشرق، بل لديها واجب انساني بتأمين الدعم للمسيحيين"، مضيفا "أقول كممثل لدولة علمانية، لا يمكن لأي فرنسي ان يقبل بتصفية المسيحيين في الشرق".

وخلال زيارته رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، اعتبر لومير ان "المجتمع الدولي لا يقوم بما هو ضروري لحماية المسيحيين في الشرق"، لافتا الى ان لبنان "يشكل نموذجاً لمنطقة الشرق الأوسط والشرق الأدنى، انتم نموذج للعديد من الدول الغربية، لأنكم تتعايشون فيما بينكم كمختلف المذاهب الدينية"، متمنيا ان "يتمكن هذا النموذج من اثبات فاعليته بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية في اسرع وقت"، مضيفا "اعلم جيداً مدى تأثير وجود النازحين الذي اصبح عبئاً على اللبنانيين"، متسائلا "اي شعب يستطيع ان يستقبل على ارضه عدداً من النازحين يوازي ثلث عدد سكانه؟".

واكد لومير ان "فرنسا واوروبا والمجتمع الدولي لا يقومون بدورهم في مواجهة "داعش"، مضيفا "لذلك طلبت ان تأخذ فرنسا المبادرة في الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي، والتي هي عضو دائم فيه، يسمح باللجوء الفوري الى القوة في مواجهة "داعش" في سوريا، وليعلم الجميع ان التاريخ قاسٍ في مواجهة من هم غير واضحين في مواقفهم"، لافتا الى ان "داعش لديها مواقع في الجبال القريبة من هنا في زحلة، وفي اليوم الذي تخرج "داعش" من سوريا سيكون الخطر قوياً على لبنان وعلى كل الشرق الأوسط، التهديدات ستكون جدية وكبيرة على الإتحاد الأوروبي وعلى كل دولة عضو فيه"، مشددا على انه "ليس هناك وقت لإضاعته، تركنا "داعش" تتقدم حتى وصلت الى تدمر واحتلتها، دون مهاجمتها ووقفها، رفضنا محاسبة الدول الداعمة علنياً او ضمنياً لها والفظاعات التي تقوم بها، حان الوقت ليتوقف كل ذلك، حان الوقت لمحاسبة الدول التي اعتبرناها في وقت من الأوقات حليفة لنا، وما زالت تدعم "داعش" حتى اليوم، وحان الوقت لأن يتحمل الإتحاد الأوروبي مسؤولياته، حان الوقت لفرنسا البعيدة مئات الكيلومترات عن بلدكم ومنطقتكم، ان تتحمل مسؤوليتها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وبالتعاون مع حلفائها، ان تقوم بما هو ضروري وفعّال عسكرياً لوقف تقدم داعش والقضاء على تهديداته."

وتمنى لومير ان "تأخذ فرنسا المبادرة بالدعوة الى مؤتمر دولي يجمع كل دول المنطقة، والبدء بالتفكير بحل سياسي في سوريا، لا نستطيع القيام بعملية عسكرية في سوريا دون التفكير بما سيكون عليه مستقبل سوريا".