لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أننا "عندما ننظر إلى العالم كيف يتغير بسرعة، لا بد أن نسأل أنفسنا: أين العرب وأين موقعهم في هذا العالم المتغير؟"، مشيرة الى أننا "نشهد خلال العقود الأخيرة تحولات عالمية كبرى، حيث بدأ الكثير من الدول وفي مختلف القارات يعي أن عالماً جديداً يقوم، وأن تحالفات كبرى إقليمية وقارية تنشأ للمشاركة في بناء نظام دولي جديد كي يكون لها دور في هذا البناء، لأنها تدرك أنه إذا لم تستعجل المشاركة فسوف تكون دولاً هامشية وستسقط من حسابات القرارات التي تحدد مصير العالم وشكله".

واشارت الى أنه "بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية في مطلع تسعينات القرن الماضي وسعي الولايات المتحدة للتفرد في النظام العالمي، كانت هناك قوى عالمية تبرز وتعزز وجودها وتستجمع قواها السياسية والاقتصادية والعلمية وتنمي قدراتها العسكرية كي لا تقع في براثن توحش الرأسمالية الغربية وهيمنتها وتكريس الأحادية الأميركية"، لافتة الى أن "هذه الدول استغلت الفشل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق وما لحق بالولايات المتحدة من وهن عسكري واقتصادي وتراجع في مكانتها الدولية وعدم قدرة على الاحتفاظ بقوتها جراء الخسائر التي منيت بها في هذين البلدين والأزمة الاقتصادية التي عصفت بها بعد ذلك، اغتنمت هذه القوى الفرصة كي تثبت وجودها بأن يكون لها دور وموقع للمشاركة في صياغة عالم جديد، يقوم على علاقات دولية جديدة خارج الهيمنة الأميركية".

وأضافت: "لعل ما نراه الآن من أزمات عالمية في ​أوكرانيا​ والشرق الأوسط وبحر الصين الجنوبي وأميركا اللاتينية هو تعبير عن صراع محتدم، مباشرة أو بالواسطة بين الولايات المتحدة التي تحاول التمسك بموقعها على رأس النظام العالمي والقوى العالمية الناهضة التي تسعى للمشاركة في هذا النظام وإنهاء التفرد الأميركي".

وأكدت أنه "في إطار هذا الصراع على الدور والقرار، هناك تجمعات وتكتلات كبرى تقوم وبدأت تمارس دورها، مثل منظمة "البريكس" التي تضم روسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند والصين؟ و"منظمة شنغهاي للتعاون" التي تضم ست دول دائمة العضوية هي روسيا والصين وطاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان وأوزباكستان، ومع انضمام الهند وباكستان وإيران وكوريا الشمالية إلى المنظمة في وقت لاحق فإن نحو نصف سكان الكرة الأرضية قد تحولوا إلى قوة أساسية تؤخذ في الحسبان اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً"، لافتة الى أن "هناك "منظمة الأسيان" وهي منظمة اقتصادية تضم عشر دول في جنوب شرق آسيا أخذت تلعب دوراً اقتصادياً وسياسياً مهماً في المنطقة"، مشيرة الى أنه "لا وجود للعرب ولا دور بالتالي لهم في هذه التجمعات، إنهم غائبون أو مغيبون، يكتفون بالجلوس على مقاعد المتفرجين في عالم يعج بالحركة والمتغيرات التي تطال الجغرافيا السياسية للعالم والمنطقة من حولهم بل وتطال عقر دارهم"، مؤكدة أن "من يكتفِ بدور المتفرج لن يكون له مكان في عالم جديد يتشكل، وسيكون من أول ضحاياه".