«يستطيع العالم أن يسحقني لكن لن يستطيع أن يأخذ توقيعي». .. شعار سحبه العماد عون من الماضي الجميل حيث كان قصر الشعب يمتلئ بالجماهير الهادرة المؤيدة. واليوم يصر العماد عون على إعادة عقارب الساعة إلى سابق ديناميتها حيث الأقدام كانت تحفر عميقا عندما كان العونيون ينادون من دون ملل بالحرية والسيادة .فهل ينجح عون بالمساعي لإحياء هذا النموذج العوني الفريد ام ان الظروف تغيرت والترهل أصاب العصب المتقد للعونيين.؟ سؤال يحمل في إجابته حمالتين بحسب مصادر مسيحية: الأولى نعم.. نحن جاهزون . يرددها أنصار الجنرال خصوصا ان الاخير يخوض حربا كونية مصيرية. أما الجواب الثاني: لا لان الشارع أصبح ميدانا للجميع ولم تعد له تلك الاصداء القوية بعدما استعملته القوى الإرهابية، إضافة إلى الحراك الفاشل لجماعة «الربيع العربي» في مختلف الشوارع في العواصم العربية. وبالتالي فإن أي دعوة للنزول إلى الشارع لن تعطي المردود المنتظر والدليل النتائج السلبية للدعوة السابقة التي منيت بها من خلال الاشتباكات مع الجيش اللبناني.

إذا الجنرال عون الذي دعا المحازبين إلى الاستنفار والجهوزية يعرف جيدا الوقائع والمحاذير، تضيف المصادر، لذا لن يقدم على أية دعسة ناقصة لا تؤمن له الإنتصار الواضح بعدما اعتقد الخصوم بأنهم هزموه شر هزيمة. والرابية التي تتلمس خريطة الطريق للحراك تدرك جيدا الظروف الإقليمية الدقيقة وهي تحاذر الاحراجات لحليفها الوحيد الباقي خصوصا ان حسابات الأخير هي إقليمية بمعظمها. كما أن العماد عون المنهمك بالانتخابات الداخلية في التيار يدرك جيدا تأثير ونتائج معركته الكونية على معركة رئاسة التيار. فهو وان حاول الوقوف في الوسط محايدا في هذه المعركة لكن ثمة قناعة واقتناع بأنه يخوض معركة جبران باسيل للوصول. وبالتالي فإن أي فشل بالأولى سيترك التداعيات السلبية في نتائج الثانية.

الارتباط العضوي بين المعركتين ظهر واضحا على طاولة التكتل قبل ظهر السبت. غياب غير واضح لمحور باسيل ابو صعب بحسب المصادر المسيحية، وحضور متجهم لالان عون وزياد اسود وبين هاتين الحالتين علت الابتسامات على الوجوه المؤيدة للجنرال في خياراته داخل التيار، وبعيدا عن الرابية .صورة أخرى جمعت المحور المعادي حيث شوهد عدد من القوى التي تحالفت لهزيمة الجنرال بعدما تأكد لها بأن عون بات وحيدا في معركة التعيينات . فتجرأوا واقدموا على حد قول المصادر، ففي لحفد دعا الرئيس ميشال سليمان الجميع في الحلف الذي فرض التمديد ورفض الاتفاق التسوية بالتمديد للعمداء. دعوة الغداء قد تكون محددة في أوان سابق لكن الأكيد الصور التي سربت كانت مقصودة وتأكيدا على : اننا منتصرون .كما أن المعنيين والمشرفين على غداء لحفد قرروا الرد مباشرة على عبارة عون : إياك يا جان قهوجي. .. فالصور المسربة تضمنت المدعويين يحتفلون بثياب السبور ..والعماد قهوجي يحمل «سيكار» على غير عاداته غير عابىء بتحذيرات الرابية.

هل يسكت العماد عون على احتفالات التشفي في لحفد خصوصا ان الراعي الإقليمي الذي فرض التمديد لقائد الجيش كان حاضرا حيث ارتدى السفير السعودي «السبور» خلافا لعادته كما أن تيار المستقبل حضر بقوة عبر بعض الوزراء والنواب إضافة إلى وزراء سليمان الذين تميزوا عن سائر المدعويين بالقبعات البيضاء فيما لم يفارق الهاتف المحمول العريض يدي وزير الدفاع الذي وقع باليد ذاتها قرار الإنتصار على عون... فهل يدوم هذا الفوز ؟ ام ان لعون رأي آخر... لننتظر.