أشارت صحيفة "الثورة" السورية إلى أن "ما يجري اليوم من إرهاب منظم في طول المنطقة العربية وعرضها لايحتاج إلى كثير عناء لفك شيفرته أو معرفة أسبابه، فكل العالم بات يدرك أن الولايات المتحدة الأميركية هي المسؤولة عن كل الفوضى الهدامة في المنطقة، فهي من أطلق شرورها وهي أصلاً من أطلق مصطلح الفوضى ذاته عندما وصفتها بالخلاقة، وهي من دعم التنظيمات الإرهابية ومدها بكل أسباب البقاء".

ولفتت إلى أن "الولايات المتحدة هي التي استهدفت على مدى الأعوام الماضية كل دول المنطقة بسبب مواقفها المناهضة لسياساتها، وقامت بتوفير كل أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، ورغم أن واشنطن نفسها بدأت الآن تعترف أن سياستها تجاه المنطقة كانت خاطئة وأنها تحاول الآن البحث عن أي حل لإنهاء أزماتها القائمة فيها إلا أنها تواصل دعمها للإرهاب مرة باسم الاعتدال ومرة بذريعة حقوق الإنسان".

واعتبرت أن "سياسة أميركا ساهمت في ظهور تنظيم داعش الإرهابي وتعاظم قوته في المنطقة، وأن التنظيم حظي منذ نشوئه بالدعم والتمويل والتسليح من واشنطن وحلفائها، ولم تتوان ولم تتردد لحظة واحدة في دعمها طالما أنها تخدم مصالحها وتبقيها مهيمنة بشكل كامل على المنطقة كما هو الحال عندما أوجدت تنظيم القاعدة في أفغانستان".‏‏

ورأت أن "المفارقة الصارخة أن أميركا لا تزال تدعي محاربة التنظيم في الوقت الذي تتستر على جرائمه، ومنذ أيام فقط أكد مسؤولان أميركيان مطلعان على نتائج الفحوصات المخبرية التي أجريت على شظايا ذخائر استخدمها داعش مؤخراً في هجمات شنها في سوريا والعراق، احتواءها على آثار لخردل الكبريت وأشارا إلى تناثر مواد كيماوية ضارة هذا الصيف أثناء هجمات متعددة شنها التنظيم الإرهابي، ومن بينها الكلور ومادة أخرى تسبب حروقاً وضيقاً في التنفس"، قائلة: "هكذا نجد أن أميركا وحلفاءها يدعون زوراً وبهتاناً أنهم يحاربون داعش، وأنهم أسسوا التحالف الدولي من أجل القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، مع أن كل تحركاتهم على الأرض وفي الأجواء وكل تسريباتهم تؤكد أنهم أسسوا داعش وساهموا في تمدده لأكثر من غاية، فهم وضعوا منذ البداية خرائط جديدة للمنطقة ورسموا سايكس- بيكو أخرى وأسوأ من سابقتها، وكي يمر المخطط كان لا بد من تأسيس واختراع تنظيم متطرف ينسف حدود المنطقة ويرعب سكانها ويشردهم ويقتل الباقي منهم ويدب الفوضى في طولها وعرضها، وهم منذ البداية ألقوا بالأسلحة إلى عناصر التنظيم مرة عن طريق الخطأ المزعوم ومرة عن طريق الخطأ المقصود ، ثم أداروا ظهورهم لكل جرائم القتل والتهجير الممنهج رغم أن طائراتهم وأقمارهم تراقب وتصور كل ما هب ودب على الأرض".

وأضافت: "ثم بعد كل هذا تتباكى أميركا ويتباكى حلفاؤها على ارتدادات الإرهاب وعلى الفوضى واللاجئين وعلى حقوق الإنسان، ويدعون أنهم يعدلون خططهم لمحاربة داعش حيناً والشروع بإستراتيجية جديدة حيناً آخر مع أن كل ما يقولونه يأتي من باب التضليل الإعلامي".

وشددت على أن "المفارقة المثيرة للسخرية أن الولايات المتحدة تزعم أنها تشن حملة عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، لكن على الرغم من الفظائع التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي وقيامه بذبح مواطنين غربيين إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تتبع الأسلوب والسياسة نفسها القائمة على استخدام مثل هذه التنظيمات الإرهابية"، مؤكدة أنه "بعد كل هذا الذي يتسرب من داخل أميركا نفسها يخرج المسؤولون الأميركيون وفي مقدمتهم أوباما ليقولوا للعالم إنهم يحاربون الإرهاب ويسعون لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ولا يدري أحد ما هي طبيعة الأمن والاستقرار الذي تبحث عنه أميركا".