استهجن رئيس دائرة العالم المسيحي في منظمة التحرير الفلسطينية، الأب مانويل مسلّم، مواقف العرب والفلسطينيين تجاه ما تتعرض له القدس عموماً، و​المسجد الأقصى​ خصوصاً، لافتًا إلى أنّهم "ناشدوا العرب والمسلمين مليون مرة، والعالم خمسة آلاف مرّة ولا أحد يُجيب".

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين، ​محمد فروانة​، أشار مسلم إلى أنّ "دور القيادة العسكرية المسلحة في فلسطين أن تفهم واجبها تجاه القدس، وأن تختار بين الشهادة وهدم الأقصى"، مشدّداً على أنّ واجب الفلسطينيين "أن يحملوا أنفسهم على أكفهم ويلقوا بأنفسهم في مهالك الفناء، فإما حياة تسرّ الصديق أو ممات يغيظ العدو".

وأكد الأب مقبل أنّ استمرار ذلك غير مقبول، "فإما أن نقبل بهدم المسجد الأقصى ونمرغ وجوهنا في التراب، أو نمرغ أنفسنا بالدماء وندفن بعلم فلسطين"، لافتاً إلى أنّ "القضية قضية كرامة ولا يجور للإنسان أن يبقى ساكتاً، ليس ساكتاً بلسانه ولكن ساكتاً بيده، والآن دور اليد أن تتكلم"، وشدّد على عدم جواز كفّ المقاومة عن المقاومة، وقال: "يجب أن يفهمَ الناس والملوك الرؤساء العرب أن الشعب لا يحتمل تكرار هذه الإهانات".

إسرائيل مسّت المحظورات

ووصف الأب مسلم ما يحدث بنهاية السيطرة الكاملة للعرب على المسجد الأقصى، متحدّثاً عن قرارٍ اتُّخِذ بأنّ المسجد الأقصى سيُقسَّم وسيدخله اليهود ويحتلونه، مشدّداً على أنّ اكتفاء العرب بالصراخ لن يغيّر شيئاً.

ولفت مسلم، وهو عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، إلى أنّ إسرائيل مست المحظورات والقيم التي لا يستطيع الانسان أن يتحملها"، وقال: "هذا الاقصى هو الشرف الديني وليس فقط الشرق الجسدي، شرف الامة وكرامتها"، وسأل: "أي كرامة للعرب بدون القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة؟ وماذا نريد من الرؤساء العرب إذا لم يكونوا قادرين على حماية القدس والأقصى والشعب الفلسطيني؟"

الفلسطينيون مقصرون

وأشار مسلم إلى أن كل الفلسطينيين مقصّرون تجاه القدس، ولفت إلى أن أعمالهم لا ترتقي سوى للصراخ والاستنكار، أما على أرض الواقع فلا يوجد أي إنسان يتحرك نحو القدس، بل يتجهون اتجاهات بخلاف القدس وقضيتها وما تعانيه، حسب قوله. وأضاف: "اليوم يتحدثون عنها وهم خائفون ووصلوا إلى النقطة النواة في الشعب الفلسطيني وهي القدس والاقصى والقيامة".

وشدّد مسلم على أنّ إسرائيل وصلت إلى هناك، "فإما أن نموت أحراراً، أو نعيش أذلاء لإسرائيل"، مشيراً إلى أنّه "إما أن نقبل بالتحدي ونرفض ما يخطط لنا من الداخل والخارج ومن قبل إسرائيل التي تحتلنا".

وأردف مسلم قائلاً: "لا نقبل أن يحكم الجندي الفلسطيني قائد يقول له انتظر، نحن نريد من القائد أن يقول للجندي تقدم، فالذي يقول للجندي تقدم هو الذي نعتز به قائدًا لشعب فلسطين، أما الذي يقول له انتظر، تمهل، اتركنا نفاوض، هذا نرفض أن يكون قائدًا".

وأضاف مسلم: "يجب أن نحارب بألسنتنا، بأيدينا، بحجارتنا، بأرواحنا، بكل شيء فينا، يجب أن نقاوم ونقاتل، واذا لم نقاتل لا نحن نبقى ولا شعبنا ولا تراثنا ولا حضارتنا تبقى".

أتألم على القدس..

ورداً على سؤال حول تبني القيادة الفلسطينية نهج الحل السلمي والمفاوضات والمقاومة الشعبية من دون المسلحة، لفت مسلم إلى أنّ "الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ لم يمنع أحدًا من حمل السلاح والتوجّه لإسرائيل للدفاع عن أرضه، وهو أيضاً لم يمنع أحدًا أن يذهب ويقاوم في القدس".

وشدّد الأب مسلم، على ضرورة أن نتجه إلى العمل والفعل على أرض الواقع في الوقت الذي لم يعد فيه الكلام يكفي، وأضاف: "أنا أتألم على القدس ولم يعد هناك متسع للقول والشجب والاستنكار".

وتساءل: "هل تعرف الكرامة الوحيدة التي بقيت؟" قبل أن يجيب "هي كرامة المرابطات النساء في الأقصى، هي الكرامة الوحيدة الموجودة في شعب فلسطين، المرأة التي تدافع عن الأقصى".