لم تجد بلديتا بيت مري والمنصورية حلاًّ لنفاياتهما أفضل من رميها قرب ​وادي لامارتين​ في المكبّ "القديم"، مع غضّ الطرف عن كل الآثار البيئية السلبية لهذا الفعل، فأحراج الصنوير والسنديان وان كانت بعيدة، يبقى خطر ​النفايات​ عليها موجودا، تماما كما هو الحال بالنسبة للبشر.

"جلّ ما نفعله هو تخفيف الضغط عن انفسنا"، هكذا يبرر رئيس ​بلدية المنصورية​ ​وليم الخوري​ عملية رمي النفايات قرب وادي "لامارتين"، مشيرا في حديث لـ"النشرة"، الى ان "الحاجة" هي سبب ما نفعله: "في المنصورية 70 الف نسمة وبالتالي لا يمكننا ابقاء النفايات في الشوارع ونحن مضطرون الى رميها في ذلك الموقع بانتظار ان تقوم الدولة بتقديم الحلول اللازمة او ان تُفرج عن اموالنا وحقوقنا التي نص عليها القانون لنقوم عندها بما يلزم لحل مشكلة النفايات".

كذلك، ينفي رئيس ​بلدية بيت مري​ انطوان مارون الروايات التي تتحدث عن "ضرب" وادي "لامارتين"، مؤكدا ان النفايات تُرمى في مكب عمره عشرات السنين يقع على الطريق المؤدي من بيت مري الى بلدة رأس المتن. ويضيف مارون عبر "النشرة": "وادي لامارتين والمونتيفيردي يبعدان عن مكب النفايات 2 كيلومتر على الاقل، وبالتالي كل ما أشيع عن اضرارنا بالاشجار وعن متاجرتنا بالنفايات هي امور محض افتراء"، ويتابع: "نحن من حماة البيئة ولكن عندما يكون الخيار بين أن "نأكل الكفوف او الذبح" فإننا حتما سنختار الاولى وبالتالي فإن صحة اطفالنا اهم من اي اعتبار اخر ولذلك لم نُبق النفايات قرب منازلنا".

أما بالنسبة للحلول فيؤكد مارون ان تجميع القُمامة يتم بطريقة "سليمة" بحيث تم وضع سواتر ترابية لمنع "تفلتها" خلال فصل الشتاء، مشيرا الى ان التجميع يحصل بانتظار الحلول التي ستقدمها الدولة لاعادة نقلها الى المطامر، وهو ما أشار اليه أيضًا الخوري مؤكّدًا أن النفايات التي رميت سوف تُرفع ما أن يتم التوصل الى حلول، ولكن يكفي العودة الى "تاريخ" المكبّات في لبنان لنتوصل الى قناعة مفادها أن ما يُرمى من نفايات هنا وهناك في مختلف المناطق اللبنانية سوف يبقى مكانه وبالتالي ما تشوه لن يعود كما كان.

وفي مقابل كل ما يُقال، يؤكد منسق مكتب التنمية المحلية في المتن الأعلى ومقرر لجنة البيئة في بلدية رأس المتن رجا أبو رسلان في حديث لـ"النشرة" أن "حقيقة المكان الذي تُرمى فيه النفايات هو التصاقه لطريق رئيسية تربط المتن الشمالي والمتن الجنوبي، وتنتشر الرائحة الكريهة جدا من مبنى استديوهات "او تي في" حتى 3 كيلومتر، وهذا اول ضرر". أما الضرر الثاني بحسب ابو رسلان فهو ان "رمي النفايات يتم على حافة وادي لامارتين وكل ما يتسرب منها يصل الى الوادي العميق ويتساقط في مجرى نهر بيروت الذي قد يُغلق بسببها، كذلك تصل النفايات الى ضفة النهر الثانية وهي اراض تابعة لرأس المتن". ويشرح: "تحول ذلك المكب بعد الحرب الى مكب للردميات وهو ما تسبب بطمر اشجار السنديان التي كانت هناك، وبعد نضال طويل اقفلنا المكب ليعود اليوم الى العمل مجددا".

لم يثبت بالدليل تورط رئيس بلدية بيت مري "بالتجارة" بالنفايات رغم كل "الهمس" الذي سرى في الاسابيع الماضية، ولكن ما ثبت هو الخطر والضرر، فوادي لامارتين بشجره ومياهه بخطر، وفصل الشتاء سيحول الخطر الداهم الى ضرر دائم.

تصوير فوتوغرافي محمد سلمان