فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقاً شاملاً على ​الضفة الغربية​ المحتلة وقطاع غزة والقدس، إذ أغلقت جميع المعابر ما بين الضفة الغربية المحتلة وأراضي 1948، وفي قطاع غزة، منذ ظهر الثلاثاء بمناسبة ما يسمى "​عيد الغفران اليهودي​"(1).

ويرى حقوقيون ومختصون أنّ هذه الاغلاقات تأتي في سياق ما وصفوه بمأسسة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة، وفرض مزيد من القيود تحت حجج وذرائع أمنية في الضفة الغربية المحتلة والقدس، إذ في الضفة مثلاً، تمنع حركة المواطنين بالاتجاهين، مما يتسبب بإضعاف حركة التسوق في مدن الضفة، عدا عن منع العمال والتجار من الضفة من دخول أراضي 48.

فضلاً عن ذلك، أغلقت سلطات الاحتلال خمس بوابات رئيسية للمسجد الأقصى، ومنعت الرجال ممن هم دون سن 40 عاماً من دخول الأقصى، ونصبت حواجز في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وأغلقت عدداً من الحواجز الرئيسية المؤدية للقدس، ما يعني أنّ الأعياد اليهودية تفاقم من معاناة الفلسطينيين.

تشديد للحصار

وفي هذا الإطار، يعتبر الحقوقي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ​مصطفى إبراهيم​ أنّ الإغلاقات المتكررة، سواء في الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، تأتي في سياق أنّ الحصار الإسرائيلي ما يزال مفروضاً على القطاع، وأن المعابر مع الاحتلال الإسرائيلي(2)هي مقيدة ومحددة، إذ لا يُسمَح لكل الفلسطينيين الخروج أو الدخول من خلالها إلا بشروط وقيود مشددة تفرضها سلطات الاحتلال.

ويوضح إبراهيم، في حديث لـ"النشرة"، أنّه ومنذ بداية انتفاضة الأقصى وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى قطاع غزة، وضعت إسرائيل قيوداً على المعابر في الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتاً إلى أنّها وخلال الحصار شددت من سيطرتها وإحكامها بإغلاق القطاع سواء في ما يتعلق بحرية التنقل والحركة أو حركة البضائع.

ويلفت الحقوقي إبراهيم إلى أن الإغلاقات والقيود تزداد في الأعياد اليهودية وتغلق المعابر بشكل نهائي، وفي بعض الأحيان تسمح للحالات الانسانية والمرضى بعبور أو اجتياز المعابر، لكنه يشير إلى أنّ ذلك "لا يعني أنها تسمح بحرية حركة المواطنين الفلسطينيين والبضائع عبر هذه المعابر التجارية والمخصصة للمواطنين".

تفاقم معاناة السكان

أما المحلل الاقتصادي ​سمير أبو مدللة​ فيؤكد أنّ هذه الإغلاقات تنعكس سلباً على حياة سكان قطاع غزة المحاصر، مشدداً على أنّ ذلك يتسبب في نقص بعض السلع الضرورية للسكان، وبالتالي، فهي تمس حياة السكان بشكل مباشر وخصوصاً في ما يتعلق بأزمة الكهرباء وعدم إدخال الوقود خلال فترة الأعياد وإغلاق المعابر.

وفي حديث إلى "النشرة"، يشرح أبو مدللة أنّ إسرائيل ومنذ حصارها لقطاع غزة، أغلقت كل المعابر وأبقت على معبري "كرم أبو سالم" و بيت حانون/إيرز، ولم تلتزم برفع الحصار عن القطاع، بل تقوم بمأسسة الحصار من خلال هذه الاغلاقات والشروط والقيود التي تفرضها على السكان.

ويشير أبو مدللة أنه عندما أغلقت إسرائيل معبر "كرم أبو سالم" الأسبوع الماضي ولمدة خمسة أيام، توسّعت أزمة الوقود ومعها تفاقمت أزمة انقطاع الكهرباء في غزة، كما ارتفعت أسعار السلع بصورة كبيرة.

ويوضح المحلل الاقتصادي أنّ الجانب الإسرائيلي لا يُدخل عبر هذه المعابر إلا ما يريده ويتحكم في كل شيء سواء في ما يتعلق بالسلع أو حركة البضائع والسكان.

(1)يوم أو "عيد الغفران"، هو يوم مقدس عند اليهود ومخصص للصلاة والصيام وهو المتمم لأيام "التوبة العشرة" والتي تبدأ بيومي رأس السنة، أو كما يطلق عليه بالعبرية "روش هاشناه"، وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية.

(2)في قطاع غزّة، يوجد معبران أساسيان: بيت حانون/إيرز، شمال قطاع غزة، الذي تسمح إسرائيل من خلاله بتنقل الموطنين وفق قيود مشددة من وإلى الضفة الغربية المحتلة والأردن، ومعبر "كرم أبو سالم" وهو المعبر الوحيد والمخصص لإدخال السلع والبضائع والوقود والمستلزمات الأساسية والضرورية للمواطنين.