الأنظار الشاخصة إلى "الأمم المتحدة" لمتابعة أعمال الجمعية العمومية الـ70 في نيويورك، ستتركّز غداً (الأربعاء) على الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حدثين هامّين:

1- الكلمة التي سيُلقيها، وستكون خارطة طريق للمرحلة المقبلة في ظل التطوّرات المتعدّدة.

2- رفع علم فلسطين فوق مبنى "الأمم المتحدة" تنفيذاً للقرار الذي صوّتت عليه بتاريخ 10 أيلول 2015، وقضى برفع علم فلسطين فوق مقارها.

سيحبس الكثير من المسؤولين، وفي مقدّمهم الإسرائيليون والأميركيون أنفاسهم، وهم يستمعون إلى كلمة الرئيس "أبو مازن"، التي ستكون شاملة، وسيتطرّق فيها إلى كافة الملفّات على الساحة الفلسطينية، والانتهاكات والممارسات التعسّفية الإسرائيلية، مع تحذير للمسؤولين الإسرائيليين بعدم بقاء الوضع على حاله.

وأيضاً سيدعو "الأمم المتحدة" ودول العالم إلى الضغط على الكيان الإسرائيلي لتنفيذ القرارات الدولية.

أهمية توقيت كلمة الرئيس الفلسطيني أنّها تأتي في ظل:

- ترسيخ مكانة دولة فلسطين دولياً، في وقت تتوالى مآزق حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرّف بقيادة بنيامين نتنياهو.

- الذكرى السنوية الـ15 لـ"انتفاضة الأقصى"، التي اندلعت في مثل هذا اليوم من العام 2000، بعدما دنّس وزير الدفاع الإسرائيلي - آنذاك - أرئيل شارون باحات المسجد المبارك.

- إعادة المشهد ذاته لِمَا جرى قبل 15 عاماً، بتدنيس المستوطنين الصهاينة، يتقدّمهم وزير الزراعة أوري أريئيل باحات "أولى القبلتين"، حيث تسجّل مواجهات عنيفة بين "المرابطين" في المسجد والفلسطينيين من جهة، وجنود شرطة الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، ما يعرّض المسجد الأقصى للخطر، ومحاولة تهويد المدينة المقدّسة.

- مواصلة سلطات الاحتلال بناء المستوطنات في القدس والضفة الغربية، لمنع قيام دولة فلسطينية.

- إطلاق العنان للمستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين، بما في ذلك حرقهم وهم أحياء، من دون أنْ يكون هناك عقاب رادع من قِبَل سلطات الاحتلال.

- إثارة النعرات بهدف دفع مَنْ بقي من مسيحيين، خاصة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، إلى مغادرتها بهدف إفراغها من أهلها الحقيقيين.

- الزجّ بالفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذين بلغ عدد المعتقلين منهم منذ انتفاضة العام 2000، أكثر من 90 ألف معتقل، ما زال أكثر من 6 آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال.

هذه الوقائع، تؤكّد أنّ الاحتلال لا يلتزم بالقرارات الدولية، ومنها ما أقرّته "الأمم المتحدة" بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران 1967، وكذلك لا يلتزم بالاتفاقيات ومنها إتفاق أوسلو 1993 و1995.

لذلك، فإن الرئيس "أبو مازن" سيضمّن كلمته تنصّل "إسرائيل" من تنفيذ بنود "اتفاق أوسلو" ما يجعل للفلسطينيين أحقيّة القرار بشأن التزامهم بها أم لا، ووفقاً للمصلحة الفلسطينية.

وأيضاً التحذير من أنّ الواقع الحالي باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية، لا يمكن أنْ يستمر كما تُريد "إسرائيل"، ما يُنذر بثورة شعبية جديدة، وهذا الأمر أصبح وارداً.

وكذلك التهديد بتقليص التنسيق الأمني إلى الضروريات القصوى، والعودة إلى القيادة السياسية في كل تنسيق أمني.

مسودّة كلمة الرئيس التي أُنجزت وأُضيفت عليها فقرات في ضوء لقاءاته مع كبار القادة في نيويورك، تُركّز في شمولها على البُعدين الوطني والقومي، وشُكر الدول الصديقة.

وبعد انتهاء الرئيس "أبو مازن" من إلقاء خطابه، سيكون هناك ترقّب لردود الفعل الأميركية والإسرائيلية، سياسياً ومالياً واقتصادياً، وأيّ من هذه الردود متوقّع، بعدما جرى طرح الاحتمالات كافة لذلك بين الرئيس الفلسطيني ومستشاريه والأصدقاء من القادة العرب والدوليين.