واخيرا عادت المياه الى مجاريها وعادت العلاقات التاريخية بين الرياض والمختارة الى سابق ازدهارها، فالزيارات المكوكية التي قام بها الوزير وائل بو فاعور اسست بمواصفاتها الى تطابق في الرؤية خصوصاً ان الوزير الشاب استلم ملف العلاقات مع السعودية وكان حريصا على نقل الرسائل حرفياً وبامانة فنجح ابو فاعور في ايصالها الى بر اللقاء حيث توج المجهود بلقاء طال انتظاره بين الزعيم الدرزي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وفق مصادر مطلعة على الزيارة التي اضافت انه خلافاً لما اشيع وكتب عن اللقاء المطول الذي عقد بين العاهل السعودي والنائب جنبلاط فان المعلومات القليلة التي رشحت تنفي بشدة الانباء التي سربت عن وساطة يقوم بها جنبلاط بموافقة ومباركة سعودية لحلحلة الازمة السياسية المستعصية في لبنان.

مصادر مقربة من جنبلاط لفتت الى انه من المعروف ان ابو فاعور ممسك بملف التنسيق بين السعودية وجنبلاط منذ فترة وهو قصد السعودية مرتين مع نجل الاخير تيمور وبالتاكيد أدى دورا في تقريب المسافات بين القيادات السعودية الجديدة ووليد بيك، لا سيما ان لديه مجموعة من الصداقات مع القيادات الجديدة وقد تلقى جنبلاط اتصالاً مباشرا من القيادة السعودية تم فيه تحديد موعد الزيارة بعد رد على طلب جنبلاط هذا اللقاء.

وتضيف هذه المصادر ان العلامة الفارقة في هذه الزيارة، جو الارتياح الشخصي الذي اضفاه الملك سلمان على اللقاء الذي حضره ابوفاعور وتيمور الذي حرص الملك سلمان على ممازحته اكثر من مرة واستعاد مع وليد بيك ذكريات قديمة مع والده كمال جنبلاط عندما كان اميرا لمنطقة الرياض واستذكر اكثر من لقاء حصل معه وخصوصا ذلك اللقاء الذي سبق اسشهاده باسبوعين حين قام الشهيد كمال بجولة عربية شملت السعودية ومصر عام 1976 وكان لبنان يعيش في اوج احداث الحرب الاهلية وعلى مشارف التدخل السوري الذي كان يعترض عليه فكان للامير في حينها دور كبير في اضفاء النجاح على الزيارة اذ حصلت تغييرات جدية في رؤية المملكة آنذاك للحركة الوطنية التي كان يتزعمها الشهيد كمال جنبلاط خصوصا ان بعض القوى والجهات الاعلامية كانت ترسم صورة للقادة السعوديين عن تزعمه جبهة شيوعية وهذه الرؤيا لم يوافق عليها الامير.

في ما يتعلق بالجو السياسي، اللافت وبحسب المصادر، كان تاكيد الملك على ان المملكة لا تحمل اي ضغينة تجاه اي من الاطراف اللبنانيين وتحديدا في الموضوع السني - الشيعي اذ شدد على عدم وجود اي حسابات تفرقة وهي تربطها صداقات مع الجميع وتحديدا الشيعة اينما وجدوا وخصوصا في السعودية حيث لا تفرقة في هذا الامر، واشارت المصادر الى ان التعقيدات التي طرأت على الاوضاع الاقليمية وتحديدا ما حصل في اليمن والذي ساهم في توتير العلاقات الاسلامية الاسلامية او بشكل آخر الايرانية الخليجية فلوليد بيك رأي في هذا الامر وهو ابلغه للسفير الايراني في لبنان محمد فتعلي، فقد شدد على ضرورة انتزاع فتيل التوتر والتفجير في اليمن لانه ساهم بشكل كبير في تعقيد العلاقات الاسلامية و العلاقات الايرانية السعودية على وجه التحديد وانه بالامكان حفظ مصالح كل القوى وصولا الى تنظيم الخلاف الذي سيبقى حاصلا لان هناك نقاطاً خلافية قد لا يتم الاتفاق عليها ولا يجوز ان يستمر وخصوصا ان هناك دولاً خارجية طامعة وبالطبع اسرائيل هي المستفيد الاول من هذه الخلافات ويجب اضاعة الفرصة عليها.

وقالت المصادر : طبعا اذا كان بالامكان اعادة نوع من الحوار بين السعودية وايران فانه بالتاكيد سينعكس على لبنان وسيكون مدخلا لانتخاب رئيس جمهورية وبالطبع الملك سلمان كان حريصا على التأكيد ان ليس للمملكة اي مرشح وهي تبارك اي اتفاق يقوم به اللبنانيون لانتخاب رئيس وفق الاصول الدستورية ايا يكن هذا الرئيس، واشارت الى انه من الخطا الجسيم ان يقال ان جنبلاط قصد السعودية ليسوق للجنرال ميشال عون وهي معلومة خاطئة على الرغم من ان ابو تيمور فتح علاقات جدية معه وهو يحترم توجهاته والحيثية التمثيلية له.