اعتبر مفتي فلسطين وخطيب المسجد الاقصى المبارك الشيخ ​عكرمة صبري​ أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ يكذب ويراوغ مع الفلسطينيين على جميع الحبال، ولا يهمه أن يصدقه الناس بما يقول في تصريحاته المتكررة.

وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، لفت صبري إلى أنّ نتانياهو ينادي بيهودية الدولة رغم أنه علماني في توجهاته، لكنّ الملاحَظ أن جميع التوجهات اليهودية متفقة على أن تكون الدولة يهودية، وأشار إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية رفع شعار الدين اليهودي ويعتدي على الشعب الفلسطيني "بذريعة أننا إرهابيون، في حين أنّه هو الإرهابي لأن جميع الاجراءات التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني أدت إلى هذا التوتر والانفجار الحاصل في مختلف الأراضي الفلسطينية".

وأكّد صبري أن زيف وأكاذيب الاحتلال بدأت تتكشف أمام العالم الذي أخذ هو الآخر يدرك أن نتانياهو إنسان كاذب ومخادع، يحاول من خلال إجراءاته وممارساته التهويدية والقمعية بحق الفلسطينيين أن يقذف الكرة في الجانب الفلسطيني، لأنّه تورط وأصبح هو وجيشه مرتبكاً، لافتاً إلى أنه يراوغ ويزيّف الحقائق حتى ينقل المعركة من ميدانه.

إسرائيل والقمع

وأوضح الشيخ صبري أن المعركة التي فتحها نتانياهو ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس، أخذت جميع الأشكال والتوجهات سواء العسكرية أو السياسية، وبما في ذلك من الناحية الدينية اليهودية، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يتألم ويرجو من الله الثبات والنصر والانتقام للأعداء.

وقال مفتي فلسطين، "إن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يقمع الانتفاضة في مهدها حتى يحبطها كي لا تستمر، لكن شعبنا عرف طريقه، والذي انتفض هو الجيل الناشئ الذي ولد بعد ما يسمى باتفاقية أوسلو، والشباب لم يستشيروا أحداً بانتفاضتهم ولا يلتفتون إلى أي سياسي يريد أن يحرف هذه الانتفاضة عن هدفها".

واعتبر الشيخ صبري أنّ الفلسطينيين والمقدسينن شعروا في البداية أنهم وحدهم في المعركة، لكن مع استمرارها بدأ البعض كدول وأفراد وجماعات من خارج فلسطين يتفاعلون مع ما يحدث، مشدداً على أنّ تحريك القدس هو تحريك لفلسطين وتحريك فلسطين هو تحريك للعالم كافة.

نتانياهو كاذب

وأضاف الشيخ صبري: "لمسنا أن الشعوب في الخارج بدأت تتحرك تعاطفاً مع المقدسيين وما يحدث في الأراضي الفلسطينية، ومطلوب من دول العالم العربي والإسلامي إدراك حقيقة ما يحدث لأبنائنا من سفك للدماء واستمرار الاعتداءات وعمليات الاعتقال، والوقوف مع الشعب الفلسطيني الذي يتألم يوماً بعد آخر".

وعن تبرئة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، للزعيم النازي أدولف هتلر من مذابح اليهود، وقوله أنّه لم يكن بنيته قتل اليهود وحرقهم، وفقط كان يريد طردهم من ألمانيا والدول التي احتلها في الحرب العالمية الثانية، وإتهام الحاج أمين الحسيني وهو المفتي العام للقدس وأحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في القرن العشرين، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى منذ عام (1895 حتى 1974)، بأنه سافر إلى ألمانيا والتقى مع هتلر وأقنعه بحرق اليهود وقتلهم، قال الشيخ صبري، إنّ كل هذه الادعاءات الإسرائيلية كاذبة، يحاول من وراء هذه الافتراءات النيل من الشعب الفلسطيني، واصفاً إياه بالإرهابي الذي يقوم بخلق الأكاذيب والادعاءات منذ زمن طويل.

وأضاف مفتي فلسطين: "الأمر بغير حاجة إلى رد مع مثل هذه الأكاذيب الإسرائيلية، لأن هتلر كان رئيس دولة وعسكريًا، وهو قام بالمحرقة لان اليهود كانوا يتجسسون على المانيا لصالح بريطانيا وأميركا باعتبارهم حلفاء، وهي انتصرت على ألمانيا إبان دول المحور، ونتيجة لهذا التجسس الذي قام به اليهود، عاقبهم هتلر".