انطلاقاً من الحسِّ الوطني واللبناني، وسعياً للالتزام بما يتطلّبه منّا دورنا الأكاديمي والاعلامي الرصدي والنقدي، وإستجابةً لما طالبَ به أكاديميون واعلاميّون لبنانيون ملتزمون بمبادئ المواطنة والشفافية والتعايش التلاقوي، قرّرنا العمل لإطلاق فكرة "لازم نعرف"، التي تهتمّ برصد حالات الفساد والإفساد والإعتداء على حقوق المواطنين وكرامة الوطن، واعتبر ان من أبرز مهامها، محاربة مظاهر الفساد ووجوهه، وكشف حالاته الموصوفة، والتحذير من خطر انتشاره وتحوّله ظاهرة لبنانية، على المستويات المعيشية والإدارية والاقتصادية والمالية وكلّ ما يتعلّق بحياة الناس واحوال الوطن.

وتنطلق فكرة "لازم نعرف" من مبادئ خلقية ووطنية وإصلاحية، وتهدف الى إعلام الناس وتوعيتهم، بالإستناد الى أصول التحقيقات الإستقصائيّة، ذات الإستراتيجيّات المُحْكَمَة والقواعد العلمية الصلبة، التي من شأنها ان تتلمّس علامات الفساد وترصد مظاهره، وتلاحق تطوّره وتعمل على محاربته، وفق منهجية إصلاحية تحمي المجتمع من التداعيات الخطيرة التي تتهدّده من مختلف النواحي.

وتعتمد فكرة "لازم نعرف" على تقنية جديدة في توظيف الاعلام لخدمة المجتمع وتحصينه من المخاطر التي تتهدّده، وتعرّض ابناءه لليأس والهجرة والتنكّر لأصالة لبنان ودوره الريادي والحضاري.

واساس هذه التقنية الإحترافية في توظيف الاعلام لخدمة الإصلاح الاجتماعي، هو ان يتحوّل الصحافي، من ناقل للخبر، الى باحث عن الحقائق وفاضح للفساد ووجوهه، وان يمارس مهمّة "الاعلام الواقف" من حيث هو مدّعٍ عام، يرصد ويطالب ويلاحق، حتى كشف الحقيقة كاملة، وتحميل المرتكبين المسؤولية الجرمية عما اقترفوه من مظالم وإعتداءات وتجاوزات مقصودة بهدف الإفادة غير المشروعة من تصرفات غير قانونية. وسيكون الاعلام الاصلاحي ركيزة هذه الفكرة، بمنطلقاتها وأهدافها، وفق إستراتيجية عمل إحترافية ومسؤولية مطلقة، وتتصف بإحترام المصلحة الوطنية والاجتماعية العامة، والتقيّد بالاخلاق الإعلامية وإحترام شرف المهنة وقواعدها، بما يتوافق ومصلحة الوطن والمواطنين والمجتمع بعامّة.

ان وظيفة الاعلام، كمدعٍ عام مساعد، سيكون لها تأثيرها على المسار الوطني والاجتماعي، لأنها تبعث روح النقد وتنمِّي روح المسؤولية لدى الناس، وتعمل على تجنيدهم وتزخيم افعالهم في سبيل بناء وطن أكثر نقاءً وتماسكاً وعدالة.

ان فكرة "لازم نعرف" هي فكرة وطنية، هدفها بناء مجتمع إصلاحي واعٍ ومسؤول عن تصرّفاته، وان يتخذ صفة الجرأة في مقاربة الامور ومتابعتها بوضوحٍ تام، قبل ان يصبح الفساد حالة عامة ومظهراً إجتماعياً، لا سمح الله.

وانطلاقاً من الحِسّ الإجتماعي الذي يتّصف به دور الصحافي الإصلاحي، سيتمّ إنشاء مرصد إعلامي لمواكبة حركة المجتمع، في ظِلّ تنامي حالات الفساد وإنتشار عدوى التفلّت من القوانين والانظمة الضابطة، وتكون غايته مراقبة ومتابعة وملاحقة ومحاسبة كلَّ خرقٍ للقانون، وفضح الإنتهاكات التي يقوم بها أشخاصٌ طبيعيون ومعنويّون، وذلك من خلال التوظيف الإعلامي لمساعدة القضاء في رسالته، وتنوير الرأي العام حول ما يجب القيام به لتحصين المجتمع وإبعاد شبح الفساد عن أعضائه، والعمل لبناء ثقافة الممانعة الرافضة لكلّ أشكال الخطأ، والساعية الى إعادة ثقة المواطنين بدولتهم، والى رفض الهجرة، ومحاربة التيئيس، وجعل الشباب يتفاعلون مع حكومتهم ومجتمعهم أكثر، ويكونون مسؤولين عن لبنان الغد...!