أكد "​اللقاء الكاثوليكي​"، أنه "تطبيقا للدستور، والتزاما بالنسبية الصحيحة القائمة على حسن تمثيل جميع مكونات مجتمعنا، وتأمينا للمشاركة الحقيقية في بناء لبنان وديمومته وازدهاره، نرى في مشاريع قوانين الانتخاب المتداولة المسماة نسبية غير كافية وغير مفيدة، لانها تحايل على الوقائع اللبنانية، وتسويات وإنصاف حلول، وتكاذب على بعضنا البعض، تلزمنا الشجاعة والمحبة والتسامح لايجاد الحل وهو بسيط، المشكلة التي تعمي أبصارنا هي الرغبة في التسلط على الآخرين والسيطرة على مقدراتهم وربما الغاؤهم، ومن ثم الغاء الذات، في إنتحار جماعي غير مفهوم"، مشيراً الى أن الاعتراف بحق الاختلاف وقبول الآخر ومحورية إنسانية الانسان هي الحل لبقاء ونجاح الجميع، لا التعصب والانغلاق والعنف ورفض الوجود المختلف.

وفي بيان له اثر لقائه الثاني ضمن اجتماعاته المفتوحة لدرس مشروعي تطوير النظام السياسي في لبنان والنسبية، يأل اللقاء ما معنى أن توزع المقاعد النيابية في لبنان بحسب المادة 24 من الدستور: بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين، نسبيا بين طوائف كل من الفئتين، نسبيا بين المناطق؟، وماذا تعني المناصفة بين المسيحيين والمسلمين إذا لم يستطع كل من المسيحيين والمسلمين إيصال من ينوب عنهم فعلا في البرلمان؟

كما سأل "اللقاء الكاثوليكي"، ماذا تعني النسبية بين الطوائف والمناطق إذا لم تستطع كل طائفة أو منطقة من إنتخاب من يمثلها فعلا وعملا وقولا وقناعة ومصالح، والاهم وجودا وبقاء؟، وأي قانون إنتخاب من كل ما يطرح في وسائل الاعلام والاجتماعات والاتصالات يمكن أن يؤمن ما ذكر أعلاه لا سيما مضمون المادة 24 من الدستور؟.

كما تسائل "ماذا تعني عبارات التعمية، مثل الانصهار الوطني، التلاحم، الوحدة الوطنية، غير اننا مختلفون ومتخاصمون ومنقسمون؟".

ولفت اللقاء إلى "تجربة سويسرا القائمة على الاعتراف بالاختلاف، وبالتالي تطبيق نظام انتخابي يؤمن التمثيل الصحيح والكامل والمعلن للمكونات السويسرية في التركيبة الوطنية بدل ان يذوبها ويدمجها ويصهرها فيغير طبيعة وخصائص كل منها، بالمقارنة مع كل التجارب الدولية الاخرى في الدول التعددية التي إعتمدت التذويب والدمج والصهر، وفشلت مثل: يوغوسلافيا، قبرص، الاتحاد السوفياتي، تركيا، السودان، العراق، بلجيكا، لبنان وايرلندا، كانت وتبقى الانجح والافضل، حيث أنها منعت لاكثر من 200 عام أي صراع داخلي، في حين أن كل الصيغ التي إعتمدت في الدول المذكورة وغيرها وفي لبنان تحديدا كان مصيرها الفشل والصراعات المستمرة حتى في الدول التي اعتمدت العلمانية المجردة مثل تركيا أو مثل الاتحاد السوفياتي".