لم تكد ​الثلوج​ تبدأ بتزيين أعالي قمم جبال لبنان حتى بدأ "رواد التزلّج" بإعداد العدّة للإنطلاق الى رياضتهم، آملين أن يمتدّ "فرحهم" لأطول فترة ممكنة من السنة. رغم شغف الناس بهذه الهواية وولعهم بها، إلا أنه وفي السنتين الأخيرتين وبعد حصول حوادث وفاة حصلت أثناء التزلّج، باتت تساؤلات تراود "الهواة" حول توافر شروط السلامة العامة أثناء ممارستهم هذه الرياضة. لم يكن شتاء كانون الأول هذا العام كالسنة الماضية التي هطلت فيها كمية ثلوج أكبر حتى هذا الوقت، ولكن رغم ذلك إفتتحت مراكز التزلّج أبوابها معلنةً إنطلاق الموسم.

قصدت "النشرة" محطة المزار للتزلّج في ​كفرذبيان​ والتقت مالكها كريستيان رزق الذي يؤكد ان المكان مجهّز بالكامل لاستقبال المتزلجين وحمايتهم، مشيراً في نفس الوقت الى أن "كلّ المدربين والمسؤولين خضعوا لدورات في كيفية تأمين السلامة العامة للمواطنين".

ويضيف: "هناك مركز للصليب الأحمر متواجد بشكل مستمر ويضم أكثر من ثلاثين شاباً وشابة على جهوزية دائمة"، عارضاً لمشكلة كبيرة تواجه مراكز التزلّج هذا العام وتؤثّر على سلامة المتزلجين وتكمن في دخول "السكيدو" على الخط، رغم ان هذا النوع من الالعاب ممنوع أساساً لكنه بات يحصل ويهدد سلامة المتزلجين لناحية إرتطام المتزلّج بهم ما قد يؤدي الى الوفاة، أما الخطر الاخر المحتمل هو دخول سائقي السيارات الرباعية الدفع لقيادتها على الثلج"، ويشدد على أن "تلك السيارات تدخل محطات التزلّج وتقوم بالـ OFF Road عليها وهذا الأمر قد يبعثر الثلج المرصوص والمعدّ من أجل القيام بالتزلّج عليه".

في محطة المزار مجموعة من الشبان يرتدون جميعاً بزة صفراء، هي فقط كإشارة بين المدرّبين المسؤولين عن المحطة لرؤية بعضهم البعض أثناء العواصف. هذا ما يؤكده المسؤول عنهم عصام مهنا لـ"النشرة"، لافتاً الى أن "على كلّ مدرب ان يخضع قبل أن يستلم مهامه لدورات في كيفية تعليم التزلّج وإسعاف أي مصاب أثناء ممارسته تلك الهواية، وعند وقوع أي حادث يحضر المدرب ويجري الإسعافات الأولية للمصاب وينقله على متن عربة خاصة من أعلى الجبل الى نقطة الوصول ليقوم الصليب الأحمر بعدها بالكشف عليه ومساعدته".

ويؤكد في نفس الوقت أن "أي حادث يقع ضمن نطاق حدود حلبة التزلّج حيث لا وجود للصخور وفي وقت يكون فيه الثلج مرصوصاً يبقى بسيطاً يمكن معالجته إلا أن العديد من المتزلجين يخرجون عن النطاق الرسمي للحلبة وهناك تقع الحوادث الخطيرة التي قد تؤدي الى الوفاة". أما المدرّب لويس زغيب فيشدّد على أهمية أن "يتقن أي فرد هذه الهواية قبل أن يقوم بممارستها لأن في ذلك خطرا على حياته".

في الختام ومع الحفاظ على السلامة العامة، يأمل مدير مواقع التواصل الاجتماعي في كفرذبيان سيرج عقيقي "أن يكون الموسم واعداً كما السنة الماضية"، معوّلاً على "الثلوج التي تغدق بخيراتها على لبنان فتغطي جباله بالثلج الأبيض الذي يسمح لكل محبّي هواية التزلج بممارستها"، داعياً الجميع الى "قصد هذا المركز والإستمتاع بالشمس وبالتزلّج مع ضمان سلامة المتزلجين".

إذاً إنطلق موسم التزلّج على أمل أن يكون واعداً كما السنة الماضية ويستمر لأطول فترة ممكنة من العام، دون ان تتكرر الحوادث التي تسرق بعضًا من ارواح من اراد الاستمتاع بهواية ليس الا.